الحرب على تنمية سيناء

04 فبراير 2015
الجيش المصري في سيناء (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

اختلفت طريقة معالجة النظام المصري لأزمة مجزرة رفح بسيناء في 19 أغسطس/آب 2013 التي أسفرت عن استشهاد نحو 30 جندياً، عن معالجة مجزرة أسوان "جنوب مصر" في أبريل/نيسان 2014 والتي راح ضحيتها 33 قتيلاً، فقد سمح النظام للأزهر بالتدخل لحل أزمة أسوان، بل قام الجيش بتعويض الجاني والمجني عليه.

أما في سيناء، فقد اختلف الأسلوب تماماً، واختار النظام الحل العسكري والهدم والتجريف والتهجير، وهو ما اعتبرته منظمة العفو الدولية لا يمثل حلاً للأزمة، خاصة فيما يتعلق بإقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود مع قطاع غزة.

المناطق المطلوب تنفيذ خطة التهجير فيها هي الشيخ زويد ورفح وبداية من شرق مدينة العريش، وعلى مساحة 45 كم، وتضم المنطقة أكثر من 70 قرية وتجمعاً سكانياً، وقد توقفت كل صور التنمية في المنطقة التي يدّعي النظام المصري رصد 10 مليارات جنيه لتنميتها ومكافحة الإرهاب فيها، ولم يحدد النظام المبلغ المخصص للتنمية، كما لا يوجد في التاريخ أو الجغرافيا دولة تحارب الإرهاب وتدّعي أنها تريد تنمية.

 والسؤال: هل نحن على موعد مع مبادرة جديدة لإعادة إعمار سيناء بعد تدميرها على غرار إعادة إعمار العراق المزعومة.

إنها نفس السياسة التي اعتمدها نظام مبارك، العسكري أيضاً، في تعامله مع أهالينا في سيناء: الاستهداف الأمني، الحرمان من حقوق تملك الأراضي ومنع التنمية، بل قام بعزل سيناء بالكامل عن بقية الوطن، وهو الخطر الذي نبه إليه د. جمال حمدان حين قال إن حماية سيناء لن تأتي إلا بتعميرها بالبشر والشجر.

 وفي كتابه "سيناء في الاستراتيجية والتاريخ والجغرافيا" الصادر في 1993، قال حمدان إن من يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير، لأن سيناء أخطر وأهم مدخل لمصر على الإطلاق، إنها "قدس أقداس مصر".

لقد فطن د. محمد مرسي إلى الأمر فأنشأ جهاز تنمية سيناء في مجال الزراعة والإسكان والمدارس وحفر الآبار وتمليك الأراضي للأهالي المقيمين عليها، وهو القرار الأول من نوعه، حيث كان مبارك يمنع تملك الأرض لأهالي سيناء، وأصدر قانوناً تم بموجبه تملك الأراضي بالمجان لصديقه حسين سالم وغيره.

إن السياسات التي يتبعها العسكر في الماضي والحاضر لا تخدم سوى إسرائيل، حيث يقول بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي في كتابه "سنوات التحدي"، إن هدف إسرائيل ليس البقاء في سيناء، لكن منع المصريين من البقاء فيها.

هذه السياسات العسكرية فاسدة مثل الأسلحة الفاسدة في 1948، وأفقدتنا سيناء في 6 ساعات في 1967، واستغرق تحريرها 22 سنة، لقد استخدم النظام كل أنواع الأسلحة في سيناء، ولم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل طيلة 40 عاماً.

المساهمون