بلاد "داعش" بميثاق شرف صحافي

10 أكتوبر 2014
التصوير مسموح بموافقة مسبقة من التنظيم (محمود الحلبي/فرانس برس)
+ الخط -

لا يكاد يمرّ يوم واحد من دون أن تحذّر المنظمات الدولية من خطورة العمل الصحافي في سورية، خصوصاً مع فرض"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، سيطرته على عدد من المناطق في البلاد. لكن ما كشفه موقع "سيريا ديبلي" أنه سلّط الضوء على جانب آخر من العمل الصحافي في المناطق التي يسيطر عليها "داعش".

إذ نشر الموقع 11 قاعدة وضعها "داعش" في دير الزور، ويجب على الصحافيين الراغبين بالعمل في المدينة الالتزام بها. فمع دخول المنطقة، عقد التنظيم اجتماعاً موسّعاً لكل الصحافيين العاملين في دير الزور، وأبلغهم بقواعد العمل. من رضي بهذه الشروط تابع عمله، ومن لم تعجبه، اضطرّ إلى مغادرة المدينة.

القاعدة الأولى هي إعلان الولاء التام للخليفة أبو بكر البغدادي. القاعدة الثانية والأهم هي أن كل عمل صحافي، يتمّ تحت إشراف المكتب الإعلامي لـ"داعش". الثالثة تسمح للصحافيين بالعمل مع وكالات الأنباء العالمية (رويترز، اسوشييتد برس، فرانس برس...) لكن يمنع منعاً باتاً على أيّ صحافي التعاون مع فضائية محلية أو أجنبية. وفي حال حصل تعاون مع أي قناة، بعد موافقة مكتب "داعش" الإعلامي، فإنّ القاعدة الرابعة تمنع مجرّد التفكير بالتعاون مع القنوات الموضوعة على لائحة التنظيم السوداء، "لمحاربتها المسلمين".

وتمتد "قواعد" العمل الصحافي في دير الزور، حيث تنصّ القاعدة الخامسة على أنه يسمح للصحافي بتغطية النشاطات في المنطقة بمقالات مكتوبة وصور، من دون الرجوع إلى المكتب شرط أنّ تحمل توقيع صاحبها. وإنّ كان هناك تساهلاً مع تغطية النشاطات، فإنّ التقارير والتحقيقات الطويلة لا يمكن أنّ تصل إلى أيّ وسيلة إعلامية قبل حصولها على موافقة المكتب الإعلامي للتنظيم، وفق ما تنص عليه القاعدة السادسة.

أما على مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ لداعش أيضاً قواعده. هكذا تعطي القاعدة السابعة للصحافيين حرية إنشاء حسابات على مواقع التواصل، شرط أنّ تُعطى تفاصيلها لمكتب التنظيم الإعلامي، مع هويات أصحابها. القاعدة الثامنة تمنع تصوير أيّ نشاط أو مركز أمني أو عسكري لـ"داعش". أما القاعدة التاسعة فهي القاعدة الأولى التي تحمل تهديداً واضحاً إذ تنص على أنّ "التنظيم سيراقب كل الإنتاج الإعلامي، وعند أيّ اعتراض فإنّ الصحافي أو المصور سيوقف عن العمل، وسيعتبر مسؤولاً عن خطئه".

القاعدة العاشرة هي الأخطر، إذ تعلن أنّ "هذه القواعد غير نهائية ويمكن أنّ تخضع لتعديلات حسب الظروف ودرجة التعاون بين الصحافيين وإخوتهم في تنظيم الدولة الإسلامية"، كما تقول القاعدة نفسها.

أما القاعدة الأخيرة فتنظيمية إذ تفرض على الصحافي تقديم طلب للحصول على رخصة مزاولة المهنة في دير الزور، ولا يمكن بدأ العمل الصحافي قبل الحصول على هذه الرخصة.

ونتيجة هذه القواعد، غادر قسم كبير من الصحافيين دير الزور، فيما فضّل آخرون البقاء لتصوير يوميات المنطقة، وهم ملتزمون بهذه القواعد، التي كشف عنها صحافيون غادروا دير الزور بعد هذا الاجتماع. ويتحدّث هؤلاء عن ضغوطات تمارس على الأرض تحديداً ضدّ الناشطين الإعلاميين لدفعهم إلى مغادرة ديرالزور.
المساهمون