لكن الأسوأ، ليس في هذه التصريحات، التي تشير إلى حتمية "التعايش" مع خطر "داعش"، لبضع سنوات مقبلة، إنما هو الخوف من تداعيات عملية هزيمة لتنظيم في المنطقة، التي ستكون مدويّة، كما كان صعوده من قبل، بالإرهاب والدم.
هزيمة التنظيم، تعني أن الآلاف من عناصره سيعيدون انتشارهم من جديد، بشكل أو بآخر، وسيشكّلون خطراً أمنيا كبيراً، سيشمل بالتأكيد دول أوروبا الغربية، وتركيا، ولن يستثني دول الخليج العربي. وبدأت هذه المؤشرات بالفعل، فمع تراجع "داعش" في العراق وسورية، منذ بدايات 2015، تزايدت أنشطته الخارجية، وبدأ يهدد الخليج بشكل أكبر.
توقع رئيس الاستخبارات الأميركية، جون برينان، أن "تنظيم داعش سيشنّ حرب عصابات دولية تزامناً مع تراجع قدراته في العراق وسورية وليبيا. وأن هذه الهجمات ستكون على شكلين، مخططة من عناصر التنظيم، وأخرى يشنها أشخاص مؤمنون بأفكاره، من دون التزام تنظيمي، على غرار هجمات أورلاندو"، بحسب رئيس الـ "سي آي إيه".
التحذيرات الأميركية من عمليات إرهابية في الكويت، ثم القبض على عناصر بتهم تتعلق بالتخطيط لشن هجمات لصالح "داعش" في البلاد، وتفجير انتحاري لنفسه بالقرب من القنصلية الأميركية في جدة، غرب السعودية، مؤشرات على رحلة أطول وأقسى، في مواجهة "داعش"، وعملياته في المنطقة، خصوصاً خلال الأيام والأسابيع المقبلة، التي سيحاول خلالها "داعش" تعويض خسائرة في العراق، بمحاولة إثبات أنه يستطيع اللعب على مساحات أوسع.