ثورة ليستر سيتي انتهت... عملاق أوروبي لسنة واحدة فقط

23 أكتوبر 2017
ليستر سيتي عاد إلى موقعه بين الصغار (Getty)
+ الخط -
انتهت ثورة فريق ليستر سيتي الكروية، بعد عام واحد من النجاح الكبير الذي حققه في عام 2016، وذلك بعد رحيل المدرب الأخير الذي كان حاضراً إلى جانب المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري في الأيام الذهبية التاريخية في موسم 2016-2017.


غادر غريغ شكسبير الذي كان مساعداً لرانييري والمساهم الأبرز في لقب "البريميرليغ" التاريخي في موسم 2016-2017. ترك منصبه وأنهى رسمياً ثورة ليستر الكروية التي بدأت في نهاية عام 2015 وأمست اليوم من الماضي ويذكرها التاريخ على أنها أعظم لحظة في تاريخ ليستر.

الفريق اليوم عاد إلى موقعه الطبيعي بين الأندية الصغيرة، مع أفضلية التواجد بين الأندية المتوسطة بسب الأرباح المالية التي حققها في السنوات الأخيرة. بطل الدوري الإنكليزي في عام 2016 سقط سريعاً من المراكز المتقدمة ويحتل اليوم المركز الـ18، ومُهدد بالهبوط إلى الدرجة الأولى، في حال لم يتدارك الأمور سريعاً قبل فوات الأوان.

وآخر مرة كان ليستر سيتي يحتل المركز الـ18 كانت في 15 إبريل/نيسان 2015، وتحديداً بعد الجولة الـ32 من بطولة الدوري الإنكليزي موسم 2014-2015.

هناك الكثير من الأسباب التي أنهت ثورة ليستر في كرة القدم الأوروبية وأعادته إلى مكانه الطبيعي بين الأندية الصغيرة التي تنافس من أجل البقاء، وآخر من كان متمسك بهذه الثورة هو المدرب غريغ شكسبير الذي غادر قبل أيام تاركاً وراءه تاريخا لا يُنسى.

خطأ إقالة رانييري 

عندما يُقيل فريق بحجم تشيلسي أو مانشستر يونايتد مدرباً لأنه لم يُحقق النتائج، فهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم، وذلك لأن الفريق له اسم وتاريخ كبير. لكن عندما يقيل ليستر سيتي مدربا بحجم كلاوديو رانييري الذي صنع لقبا تاريخيا للفريق، فهذا قرار خاطئ لأسباب عديدة.

استلم رانييري فريقا يُقاتل من أجل البقاء في "البريميرليغ" وحوّله إلى فريق منافس وفي النهاية تُوج باللقب الغالي. وبالتالي هو المدرب الأجدر بقيادة الفريق مهما كانت النتائج سيئة ومتراجعة، خصوصاً أنه المدرب الذي يعرف جيداً كيفية انتشال أي فريق من محنته بسبب خبرته الكبيرة في ملاعب كرة القدم.

لكن إدارة ليستر سيتي، وبعد تراجع النتائج في موسم 2016-2017، قررت إقالة رانييري من منصبه وتعيين المدرب المساعد غريغ شكسبير، الذي قاد الفريق إلى تحقيق خمسة انتصارات متتالية، لكنه بعد ذلك عانى من مشكلة عدم اتزان وتراجعت النتائج، حتى غادر الفريق وهو يحتل المركز الـ18 في موسم 2017-2018.

وأكدت نتائج شكسبير في موسم 2016-2017 أن مشكلة ليستر سيتي ليست بسبب رانييري، بل انخفاض مستوى أداء اللاعبين، خصوصاً النجوم مثل الجزائري رياض محرز والمهاجم الإنكليزي جيمي فاردي. وكان يجدر بإدارة ليستر الإبقاء على رانييري لأن نتائجه في فرنسا مع فريق نانتس تؤكد أنه مدرب جيد ولا يستحق الإقالة من فريق صغير بحجم ليستر مهما كانت النتائج سلبية.

أداء النجوم وغياب كانتي

منذ بداية موسم 2016-2017، تراجع أداء نجوم ليستر سيتي بشكل كبير، فالمهاجم جيمي فاردي لم يعرف طريق الشباك بالشكل المطلوب، وأصبح مهاجما عاديا داخل منطقة الجزاء بعد أن كان قناصا في موسم 2015-2016.

أما الجزائري رياض محرز فسجل أسوأ حضور له مع ليستر سيتي في "البريميرليغ"، ولم يصنع تلك الاختراقات المُميزة، وفقد اللمسة السحرية داخل منطقة الجزاء التي كانت دائماً تصنع الفارق داخل منطقة الجزاء، لذلك فقد الفريق كل أسلحته الهجومية التي كانت دائماً تُغير النتائج في الموسم الذي تُوج به ليستر باللقب.

في المقابل، لا يمكن إغفال غياب نجم خط الوسط نغولو كانتي الذي انتقل إلى تشيلسي وترك وراءه فراغاً كبيراً في خط الوسط، بعد أن كان أحد أعمدة الفريق التي تصنع الكثير أمام الخصوم.

أرباح مالية لم تنفع

كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن الأرباح المالية للأندية التي شاركت في بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2016-2017، وفاجأ فريق ليستر سيتي الإنكليزي الذي شارك لأول مرة في البطولة، البطل ريال مدريد بنسبة الأرباح التي حققها.

وفاجأ فريق ليستر سيتي الجميع وأبرزهم البطل بحصده أرباحا مالية بحوالي 81.6 مليون يورو، واحتل المركز الثاني خلف يوفنتوس المتصدر الذي حقق رقما كبيرا وصل إلى 110 ملايين يورو، بسبب وصوله إلى المبارة النهائية.

وتفوّق ليستر على بطل أوروبا ريال مدريد الذي حقق 81.1 مليون يورو من الأرباح، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام حول الطريقة التي استخدم بها الفريق الأموال للتعاقد مع لاعبين بعد فترة نجاح باهرة منذ تتويجه بلقب "البريميرليغ" ومشاركته في دوري أبطال أوروبا.

وكان على ليستر استثمار الأموال بشكل أفضل والتعاقد مع لاعبين مُميزين قادرين على حمل الفريق إلى القمة بدلاً من أن يسقط في سلم الترتيب، مثلما حصل في الموسمين الأخيرين، ولكن الأمور ساءت وانتهت ثورة الفريق الذي أسعد قلوب جماهير مدينته وحقق أحلام الكثيرين وأثبت أن لقب "البريميرليغ" ليس حصراً على الكبار فقط، بل الصغار قادرون على صناعة المستحيل أيضاً.

تبحث الإدارة اليوم عن مدرب جديد قادر على إعادة الفريق إلى المقدمة، وهذا الشخص يجب أن يحمل صفات المدرب الخبير في الكرة الإنكليزية، خصوصاً صراع مراكز الهبوط، لكي يُصلح كل شيء قبل فوات الأوان، ثم العودة لبناء فريق قوي من جديد.

المساهمون