جوائز "المتحف العربي الأميركي".. نصفها للعراق

20 اغسطس 2014
ديبورا النجار (الصورة: المركز الثقافي المشرقي)
+ الخط -

أعلن "المتحف العربي الأميركي"، الذي يأخذ من ميشيغان في الولايات المتحدة مقراً له، أسماء الفائزين بجوائز "الكتاب العربي" لهذا العام، التي تُمنح في أربع فئات: الرواية، والشعر، والبحث، وكتب الأطفال/ الناشئة.

وكان للمواضيع المتعلقة بأدب العراق وتاريخه حصة كبيرة من جوائز هذا العام؛ إذ حازت الباحثتان نادية العلي وديبورا النجار جائزة "إيفلين شاكر" للبحث عن كتابهما "كلنا عراقيون: الجماليات والسياسة في زمن الحرب"، الصادر عن دار "جامعة سيراكيوز" (2013).

ويتناول الكتاب أعمالاً لرسامين ومصورين ومخرجين وكتّاب عراقيين يعيش أغلبهم في الولايات المتحدة. ويحاول تسليط الضوء على تأثير الحقبات التاريخية التي عاشها العراقيون، من دكتاتورية واحتلال وتهجير، وتأثيرها على أعمالهم من جهة، ومعنى الحياة لبعضهم في "الوطن الجديد" كمهاجرين من جهة أخرى. كما يتناول الكتاب "السردية البديلة" لحيوات العراقيين عن طريق الفن والأدب، وفقاً لما يراها ويعيشها أبناء البلد في الشتات والمنفى.

أما الجائزة الثانية التي تناولت موضوع العراق أدبياً، فكانت للروائي والشاعر العراقي سنان أنطون عن النسخة الإنجليزية من روايته "وحدها شجرة الرمان" (2011)، التي صدرت عن دار "جامعة ييل" العريقة عام 2013. ويذكر أن أنطون ترجم روايته إلى الإنجليزية بنفسه تحت عنوان "غاسل الجثث". وتُلخص الرواية مأساة العراق عن طريق قصة فنان اضطر إلى مزاولة مهنة غسل الموتى التي ورثها عن أبيه. ويشار إلى أن الرواية وصلت هذا العام إلى القائمة الطويلة لجائزة "الإندبندنت" للأدب المترجم في بريطانيا.

أما جائزة "جورج إلين بوغين" للشعر فذهبت للشاعر الأميركي من أصل فلسطيني فيليب متريس عن مجموعته "تآلف أوراق" الصادرة عن "دار ديودي"، (2013). ويستعيد متريس في المجموعة أحداث زيارته إلى قرية طورة الفلسطينية، قرب مدينة جنين، عام 2003، للاحتفال بزواج شقيقته من أحد أبناء القرية.

تصوّر المجموعة طبيعة العلاقات العائلية والالتباسات المضحكة واللغة، بين أفراد العائلة الموزعة بين فلسطين والولايات المتحدة، واللقاء الذي يجمعها في العرس. وهذه المرة الثانية التي يحصل فيها متريس على جائزة الكتاب العربي للشعر، إذ فاز بها عام 2012 عن مجموعته "أغاني أبو غريب" التي يتناول في قصائدها ما حدث في سجن أبو غريب من تعذيب للعراقيين على يد الجيش الأميركي، مُعتمداً فيها على شهادات بعض السجناء العراقيين.

لكن ما يؤخذ على متريس - خارج سياق هذه الجائزة- هو تأسيسه لـ"مشروع الأدب الإسرائيلي/الفلسطيني" الذي يجمع في خلطة مجحفة الوقائع الاستعمارية، التي يمثلها "المشروع الإسرائيلي"، بالواقع التحرري الكفاحي الذي يمثله "المشروع الفلسطيني".

تبقى الجائزة الرابعة التي نالتها الباحثتان السورية إيفون واكيم دينس والكويتية مها عداسي عن كتابهما "مدخل للأطفال: تاريخ العرب الأميركان". يحاور الكتاب الأطفال والشباب الأميركيين من أصول عربية خصوصاً، والأميركيين عموماً، في محاولة لإطلاعهم على الثقافات العربية وتاريخ الهجرات من العالم العربي إلى الولايات المتحدة، عن طريق عرض سيَر لحيوات الكثير من العرب الأميركيين الذين أثروا وتأثروا بالثقافة الأميركية وتركوا بصماتهم في المجالات التي نشطوا فيها، سواء في الأدب والفن والموسيقى والإعلام أو في العلوم والإنسانيات. ومن بين الشخصيات التي يتناولها الكتاب: جبران خليل جبران، ورالف نادر، وباولا عبدول، وهيلين زغبي.

تكمن أهمية هذه الجوائز في كونها الوحيدة في الولايات المتحدة التي تسلط الضوء على بحوث وأعمال روائية وشعرية لكتاب يعيشون في الولايات المتحدة من أصول عربية؛ وذلك رغم أن الجالية العربية في هذا البلد تعد من أنجح الأقليات المهاجرة على مستوى التحصيل الأكاديمي ومعدل الدخل.

وكانت أُطلقت الجائزة عام 2007 بهدف تسليط الضوء على أعمال صادرة بالإنجليزية لعرب يعيشون في الولايات المتحدة أو لعرب أميركيين، يتناولون مواضيع متعلقة بالعالم العربي، شعوباً وتاريخاً وثقافات. وتُوزع الجوائز خلال اللقاء السنوي الذي يعقده "تجمع الكتاب العرب الأميركان" في 20 أيلول/ سبتمبر المقبل، ضمن حفل خاص يتضمن قراءات وعزف موسيقي.

المساهمون