رمضان في أريتريا: تسابق على التسامح والعفو

03 يوليو 2015
مظاهر رمضان تظهر في الطقوس والموائد (GETTY)
+ الخط -
عدا عن مظاهر رمضان وطقوسه التعبّدية، والاعتناء بالمساجد، والتكافل والتضامن، وإقامة موائد الرحمن للفقراء، يتميّز الشهر الفضيل في أريتريا بحرص المسلمين، والذين يشكلون 50 في المائة من سكان البلاد، على إصلاح ذات البين وإنهاء الخصومات بين الأشقاء والأصدقاء، وحتى العشائر والقبائل التي غالباً ما تكون بينها نزاعات حول المرعى والماء والمزرعة.

وبحسب يس رمضان (42 عاماً): "عندما يعلن مفتي الديار دخول الشهر الفضيل، يهرع المسلمون لاستقباله في بيت كبير العائلة، فيتبادلون التهاني، ويتناولون وجبة السحور معاً، والتي غالباً ما تكون "عصيدة" بالروب والسمن المخلوط بالدلخ، وهي شطّة معدة محلياً".

مشيراً كذلك إلى ميزة "المسحراتي"، المختلفة في أريتريا، إذ يتناول المسحراتية طعام السحور عند آخر أسرة يصلون إليها في الحارة، لذا تتبارى الأسر في إعداد السحور لهذه المجموعة".


ولفت إلى أن "السَمْرَة"، تمثل ميزة أخرى لرمضانيات أريتريا، وهي جلسات مسائية تضم الأهل والأحباب، وتجتمع النساء والجارات لتحضير "الدلخ"، وهي الشطة الحارة، والتي توزع عليهم، بالإضافة إلى جلسات القهوة.

ويقول جمال آدم إن المساجد تكتظ بالمسلمين رجالاً ونساءً في رمضان، ويكون لكل مسجد جدول يحدده المشايخ الذين يقدمون الدروس الدينية، إلى جانب حلقات الذكر ودروس تحفيظ القرآن، بعد صلاتي الظهر والعصر، كما تبدأ منتصف الشهر المدائح والأدعية حتى نهاية رمضان، علاوة على أداء صلاة التهجد في العشر الأواخر، ويخصون ليلة القدر بالقيام والدعاء والابتهال.

أما عثمان محمد فأشار إلى المائدة الرمضانية التي "تشتمل على الشوربة، بحيث يسلق اللحم مع البهارات، ويضاف القمح المجروش، ويترك ليطهى على نار هادئة، وقبيل المغرب، يضاف له السمن البلدي". ويضيف "يقدم الطبق إلى جانب السمبوسة المحشوة باللحم المفروم أو السمك، وتحمر في الزيت".

وتشتمل المائدة الرمضانية التمر والماء وعصير البرتقال أو الليمون وبعض عصائر الفواكه الموسمية، والقرمش والمشبك، وفتة الشفوت وهي عبارة عن رقاق تسمى لحوح "كسرة"، تمزج مع الروب والفلفل والثوم، وفتة الثريد وتسمى باللغة المحلية "فتفت".



وعن أطباق الحلويات يذكر محمد اللقيمات والمهلبية والفالوديا والعصيدة التي تؤكل بالعادة في وجبة السحور، بحيث لا يكاد يخلو منها بيت، وتحضر من القمح الكامل أو الشعير أو الدخن. ولفت إلى أن القمح والشعير والشطة الحارة والبهارات من أساسيات المطبخ في أريتريا، وكذلك الخضروات بجميع أنواعها والموز والفواكه والمشروبات الباردة. و"أول ما يقدم للصائم في رمضان "المديدة" الساخنة المخلوطة باللحم".

وعن طقوس القهوة يقول محمد إدريس إن للإرتيريين طقوس ما بعد الإفطار، بحيث يقدم الشاي والقشر والقهوة، والتي يتم تحميصها وطحنها، وإضافة الزنجبيل والهيل إليها، وتوضع في إناء خاص يسمى "جبنة" مصنوعة من الفخار، تغلى على الفحم، ويقدم معها "حمباشا"، وهو خبز مصنوع من الطحين والسكر والخميرة والسمن البلدي، ويتزين بخطوط هندسية، مشيراً إلى أن الأسرة تلتف حول الجبنة التي يتم تناولها على ثلاث مراحل؛ فالفنجان الأول يسمى "الأول"، والثاني يسمى "البركة"، والثالث يسمى "الخضر".

أما في العاصمة أسمرا فقد أعتاد المسلمون على إحضار المأكولات إلى المساجد أيام الجمعة والإثنين، وتقام الموالد في العشر الأواخر من رمضان المبارك.


اقرأ أيضاً: أهالي الأسرى الفلسطينيين: موائد الإفطار ناقصة

المساهمون