أجّلت محكمة جنايات بورسعيد المصرية، اليوم الأحد، نظر قضية أحداث سجن بورسعيد التي يحاكم فيها 51 متهمًا من أبناء بورسعيد، المتهمين بقتل الضابط أحمد البلكي، وأمين شرطة أيمن العفيفي، و40 آخرين، وإصابة أكثر من 150 آخرين، أيام 26 و27 و28 يناير/كانون الثاني 2013، إلى جلسة يوم غد الإثنين، لاستكمال سماع الشهود في القضية.
واستمعت المحكمة، في جلسة اليوم، إلى مجموعة من الشهود، حيث قال أحمد محمد عبدالباري، والذي يعمل "بحريا على مركب" (صيادا) في بورسعيد، إنه يوم 27 يناير/كانون الثاني 2013، وأثناء تشييع جثامين المتوفين في الأحداث التي أعقبت النطق بالحكم في قضية "مذبحة بورسعيد بين فريقي كرة القدم الأهلي وبورسعيد" من مسجد "مريم"، قامت قوات الشرطة بإطلاق "طلقات صوت" في البداية للتفريق.
وتابع شهادته بالتأكيد أنه وبعد وصول المسيرة المشيعة إلى منطقة "الجبانة"، بالقرب من نادي "الشرطة - جراند سكاي"، واجهتهم مدرعة للشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المشيعين، وبعد ذلك وأثناء انشغال المشيّعين بترتيب صفوفهم واستعادة التوابيت التي سقطت أثناء التفريق، بدأ التعامل معه بـ"الرصاص الحي"، متهماً "ملثمين" متمركزين فوق سطح النادي بأنهم من كان يطلق النار وتعمدوا إصابتهم.
وأشار الشاهد إلى أنه وبعد سقوط أحد الصبية بسبب التعامل الأمني بالرصاص الحي، وأثناء محاولته إنقاذه، باغتته رصاصة في رأسه، مشيراً للمحكمة إلى مكان الإصابة تحديداً، إلا أن العناية الإلهية أنقذته بعدم اختراق الرصاصة المخ، مؤكداً أن الرصاصة جاءته من قناصة النادي، مضيفا أنه رأى دخانا ولكنه لم يعلم من قام بإحراق نادي الشرطة أو من اقتحم نادي القوات المسلحة.
وفي ذات السياق، استمعت المحكمة لشهادة محمد السيد تاج الدين، والذي حضر للمحكمة متكئاً على "عكاز"، مؤكداً أنه أصيب برصاصة باغتته من جهة "سجن بورسعيد"، وأنه رأى الشرطة متواجدة، وهي من قامت بإطلاق النار.
فيما قال الشاهد محمد حمدي السيد رجب، أحد شهود النفي المقدمين من قبل دفاع المتهمين في القضية، إنه أُصيب يوم 27 يناير/كانون الثاني 2013، أثناء خروجه من المحل الذي يعمل به في الشارع التجاري، وأثناء توجهه إلى شارع الثلاثيني، فوجئ بمدرعة يعتليها مقنعون تقوم بإطلاق النار العشوائي، ليصاب بعيار ناري أصابه في البطن، وأشار إلى أنه لم تكن تفصله عن المدرعة سوى خمسة أمتار.
اقرأ أيضا: هشام بركات.. ميدان ومذبحة مصرية
اقرأ أيضا: هشام بركات.. ميدان ومذبحة مصرية
وفي ذات السياق، استمعت المحكمة لشهادة أحمد ممدوح، والذي يبلغ من العمر 19 سنة، والذي أكد أنه أصيب يوم 27 يناير/كانون الثاني 2013، وأشار إلى أنه أول مُصاب دخل المستشفى في الأحداث التي أعقبت الحكم، وأن الرصاصة جاءته من مدرعة أثناء توجهه إلى شارع الثلاثيني، مبدياً عدم معرفته سبب إطلاق النار.
ومن جهته، قال الشاهد محمد بكر الصديق، والذي يعمل "كهربائي سيارات"، إنه يوم الحادث اتصل به أحد الزبائن بسبب عطل في سيارته، فتوجه بالفعل إلى المكان المتفق عليه، فسمع حينها إطلاق نار، فاختبأ إثر ذلك بأحد الأكشاك، وأصيب بعيار ناري.
وتابع الشاهد مؤكداً أن الشرطة هي من أطلقت النيران، معقباً بأن "المفروض الشرطة والحكومة متضربناش بالنار لأن احنا منهم"، مشدداً للمحكمة على أنه لم يرَ مطلق النار، واستخدم تعبير "أنا حالف يمين"، إلا أنه كان من اتجاه الشرطة دون أن يرى الشخص تحديدا.
وكان الدفاع كشف، في جلسات سابقة، أن المتهمين يعانون من "التعذيب والتأديب" في السجون دون سبب، حيث تمنع عنهم الزيارة، ويتم حبسهم في زنازين انفرادية، وتقلل لهم الوجبات الغذائية لوجبة واحدة يوميا، وتكون وجبة فاسدة وكميتها قليلة، بخلاف إهانتهم بالسب والقذف، والتعدي عليهم بالضرب، وذلك منذ إلقاء القبض عليهم.
وزعمت النيابة العامة أن المتهمين أعدوا أسلحة نارية "بنادق آلية وخرطوش ومسدسات"، واندسوا وسط المتظاهرين السلميين والمعترضين على نقل المتهمين في قضية "مذبحة بورسعيد"، التي وقعت عقب مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري البورسعيدي، إلى محكمة في القاهرة بدلا من انعقادها المفترض، وفقا للنطاق الجغرافي، في بورسعيد.
وأضافت أن المتهمين انتشروا في محيط سجن بورسعيد العمومي والشوارع المحيطة، وعقب صدور الحكم بإعدام عدد من المتهمين، قاموا بإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة مختلفة صوب المجني عليهم، قاصدين من ذلك قتلهم وإحداث الإصابات الموضوعة بتقرير التشريح والتي أودت بحياتهم، وإصابة آخرين جراء هذه الطلقات.