فلسطينيون يطلقون حملة للقضاء على "العزوبية"

15 ديسمبر 2014
شعار الحملة (مواقع التواصل)
+ الخط -

"تسقط العزوبية" كانت في بادئ الأمر "مزحة فيسبوكية" تعبّر عن أحوال بعض الشباب الفلسطيني الذي ضاقت به السبل بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يعيشها في الضفة الغربية المحتلة، أو فضفضة لشاب لديه رغبة جامحة في الزواج، لكنه غير قادر.

ثم تحولت الرغبة في "إسقاط العزوبية" من نكتة عابرة على حساب أحد الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى هاشتاج يتداوله عشرات الشباب المكبوتين من تكاليف الزواج فيما بينهم، ثم إلى حملة شبابية تطالب بضرورة مراعاة الظروف السائدة وقدرات الراغبين بالزواج والاستغناء عن بعض المتطلبات، التي يعتبرها الشباب غير ضرورية وتثقل كاهلهم لسنوات بعيدة.

ويقول أحد القائمين على الحملة عامر أبو عرفة لـ"العربي الجديد" إن البداية كانت ساخرة، وإن مجموعة من الشباب أرادت أن تعبر عمّا يجول في خاطرها من تكاليف للزواج، لا سيما في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، والتي يعاني شبابها من شروط الزواج ومتطلباته غير الضرورية، وكذلك الإضافات الزائدة في العرس، والكسوة، والذهب، وصالة الأفراح، وغيرها من تكاليف الزواج.

ويضيف بأن القائمين على مزحة "إسقاط العزوبية" تفاجأوا بأن موضوعهم لاقى اهتماما كبيرا خاصة من فئة الشباب، لا سيما المتعلمين والمثقفين منهم، وأخذوا يتداولون الهاشتاج (#تسقط_العزوبية) فيما بينهم، وقاموا بتغيير صورهم على حساباتهم في مواقع التواصل الإجتماعي ويستبدلونها بأخرى تعبر عن الحملة، إضافة إلى أن بعض الشباب أخذوا بطباعة الهاشتاج على (تي شيرتات) خاصة من أجل الترويج له.

هذا الاهتمام الكبير دفع القائمين على الهاشتاج الساخر إلى إطلاق حملة حقيقية تحمل ذات الإسم، وإنشاء صفحة لها عبر "فيسبوك" والتي وصل عدد المنتسبين لها من الشباب الفلسطيني من مدينة الخليل وبعض المدن الفلسطينية الأخرى، إلى قرابة ألفين في أقل من 24 ساعة، وبحسب أبو عرفة فإن حجم الإقبال يدل على حجم مشكلة الزواج الكبيرة، وحجم اهتمام الناس بالموضوع وخاصة فئة الشباب.

الحملة ستركز في طبيعتها على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في متعلقات ومتطلبات الزواج، وكذك محاولة الابتعاد عن بعض العادات والتقاليد التي تثقل وتنهك الشباب الفلسطيني لحظة إقدامه على الزواج، من خلال فرض طلبات وشروط قد تجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام عليه.



ويشير أبو عرفة إلى أن الشباب الفلسطيني عند وصوله إلى مرحلة الزواج، يكون مديوناً بالآلاف، وبدلاً من التفكير بزوجته وبيته وعائلته، يتحول تفكيره في آلية وكيفية سداد تلك الديون التي كبدته إياها متطلبات الزواج، التي يعتبرها الشباب أنفسهم غير ضرورية ويمكن الاستغناء عنها في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

ومن هذه العادات والتقاليد، وخاصة في مدينة الخليل، المباهاة التي يقوم بها أهل العروس مع عروس أخرى، وعلى سبيل المثال يريد الأب أن يزوج ابنته زواجاً أفضل بكثير من زواج ابنة جيرانهم وهكذا، كذلك الطلبات الزائدة من المهور العالية والذهب، والولائم، وصالات الأفراح، وكسوة العروس، وعدد المعازيم وغيرها من المتطلبات الزائدة التي ستنهك جيب العريس.

الحملة لن تتوقف عند حدود مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث سيتواصل القائمون عليها مع وجهاء مدينة الخليل المؤثرين وأصحاب الكلمة، من أجل المساعدة في التوصل إلى أمور قد تساهم في إلغاء المتطلبات المنهكة، إضافة إلى هدف وضعوه للسنة القادمة، وهو العمل على إقامة عرس جماعي، ومن ثم يعملون على تعميم الفكرة إلى كافة مدن الضفة الغربية المحتلة التي يعاني شبابها أيضاً من مشكلة العزوبية.

#تسقط_العزوبية تغلغل في أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمل عليها الشباب الذين يعانون منها، وبدأ الجميع من مختلف فئات المجتمع الفلسطيني، وبينهم الفتيات وأمهاتهن بالترويج للفكرة وتداولها، وهذا يدل على أن "الزواج" في فلسطين أصبح المشكلة الكبيرة التي تواجه الجميع في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعانون منها، تحت وطأة الاحتلال الذي فرض عليهم قسراً أقسى ظروف الحياة.

دلالات
المساهمون