لم يُقبل الشباب على الميادين لكي نسميهم "الشهداء"

22 يناير 2015
خرج الشباب إيماناً منهم بالقدرة على التغيير (أ.ف.ب)
+ الخط -

إن ما حدث من أحداث في ديسمبر/كانون الأول 2010 هو كفر بجميع معاني الحياة، كفر بالظلم، كفر بالطغيان، كفر بالاستعباد، كفر بالإنسانية التي انعدمت في تلك المجتمعات، كفر بالله سبحانه وتعالى.

لماذا؟.. هنا القضية!

لم يقدم البوعزيزي على الانتحار لكي يكون شمعة تشتعل من أجل الآخرين، ولم يشعل البوعزيزي النار في جسده، لكي يحول بن علي محل إقامته من قصر قرطاج إلى قصور الرياض. ولم يشعل البوعزيزي النار في جسده لكي يتحول حزب التجمع إلى حزب نداء تونس، ولا ليطلق اسمه على أحد شوارع تونس.

لقد أشعل البوعزيزي النار في جسده وأشعلها في قلب كل إنسان حر في هذه البلاد، فتحرك الشباب في تونس ولبى النداء الشباب في مصر، وأرسلوها إلى الشباب في ليبيا وسورية واليمن والعراق.

لقد أشعل البوعزيزي وإخوانه ممن كانوا وقود تلك الثورات النار في قلوب كل الشباب الحر الرافض للخنوع والاستعباد والقهر والتسلط والظلم. ولم يُقبل الشباب على الميادين لكي يطلق عليهم الشهداء، ولا لكي يكونوا مصابي ثورة، ولا لكي تصرف التعويضات إلى أهاليهم.

لقد خرج الشباب إيمانا منهم بالقدرة على التغيير، ورغبتهم في فداء هذه الأوطان، بشبابهم ودمائهم وأرواحهم. لقد خرج الشباب وخرجت جموع الناس، لا لكي تقال ثورات وثورات مضادة، ولكن خرجوا إيمانا منهم بالتغيير، الذي هو آت آت لا محالة، والذي يتطلب الكثير من التضحيات في سبيله، لكي يتم التحرر من الظلم والاستعباد.

إن من يتوهم إنه قادر على تضليل كل تلك العقول الشابة، فهو واهم، وإن من كان في تلك الميادين يوما، وذاق طعم الحرية والكبرياء لن يرضخ مهما كانت آلة البطش والقمع.

إنها عدوى التحرر من العبودية والطغيان.

إلى أين سوف تذهبون، فالأوطان باقية، وهؤلاء الشباب باقون.

لقد انتشرت عدوى التحرر ولن يستطيع أحد إيقافها.

*مصر

المساهمون