تحلُّ اليوم، الذكرى الثالثة والعشرين لتحرير كامل التراب الإرتري، وإعلان الاستقلال بعد ثورة امتدّت ثلاثين عاماً. ويبدو أن أحوال هذا البلد المنسي، تسير، في كل عام، من سيئ إلى أسوأ، على جميع الصُعد.
الشاعر الغاضب والمقاتل السابق في صفوف الثورة الإرترية، لا يزال على حاله، مختزلاً آمال جيله التي تحطمت على صخرة الاستبداد. جمع مدني مؤخراً أشعاره في ديوان "نافذة لا تُغري الشمس"، وهو الآن بصدد إصدار ديوانه الجديد "تحت الحياة..فويق الممات".
المطرب والملحن والشاعر القابع في سجون النظام الإرتري منذ 2005؛ لايزال حادي الفرح الأول في دول الشتات التي لجأ إليها الإرتريون. القامة الممشوقة، والعمامة البيضاء المائلة، والابتسامة السمحة، ومواقفه اللافتة أثناء الثورة وبعد الاستقلال؛ أبرز ملامح الرجل وسِماته.
دلف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مباشرة إلى الإجابة التي اعتبرها خصومه الأصدق في توصيف سنوات حكمه منذ 1991. وقال "إن من ينتظرون أو يتوهمون أن نمارس الديمقراطية في هذا البلد، يعيشون حتما في كوكب آخر".