"رسومات" نديم كوفي.. سيمياء الكتابة العربية

15 مايو 2024
مقطع من أحد الأعمال المعروضة
+ الخط -
اظهر الملخص
- نديم كوفي، فنان عراقي مولود في 1962، يستكشف اللغة كمخزون بصري وجمالي في أعماله، متتبعًا تطورها من خلال الرسم والحروفيات إلى العصر الحديث.
- يفتتح معرض "كتابة رسومات نديم" في "غاليري P21" بلندن، مقدمًا تفسيرات جديدة للحرف بعيدًا عن دلالاته اللغوية، مستخدمًا مواد متنوعة مثل الورق والحرير.
- كوفي، خريج "معهد الفنون الجميلة" في بغداد، يعيد تفسير الكتابة في التراث العربي، محولًا الحروف إلى تعويذات ومفردات رسومية جديدة، مستلهمًا من الطلاسم والتنجيم.

تُشكّل اللغة المخزون البصري والجمالي الذي يعود إليه الفنان العراقي نديم كوفي (1962) في أعماله، من خلال قراءة معمّقة في حضورها كصورة خلال التراث العربي، حيث يتتبّع تطوّر هذا الحضور فلسفياً من خلال الرسم والحروفيات وصولاً إلى اللحظة المعاصرة. 

وفي التعامل مع الحرف، استفاد كوفي من دراسته لحقول فنّية متعدّدة؛ الحفر والطباعة والنحت، والتصميم الغرافيكي، في محاولة لتقديم معادل موضوعي للكتابة عبر أعماله الطباعية أو الرسم بالزيت أو توظيف الصورة الفوتوغرافية والورق والحرير والأحبار وغيرها.

عند السادسة من مساء غدٍ الخميس، يفتتح في "غاليري P21" بلندن معرض نديم كوفي الذي يحمل عنوان "كتابة رسومات نديم"، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بتنسيق من المعمارية الليبية نجلاء العجيلي.

يكرّس الفنان معنى جديداً للحرف يبتعد تماماً عن حضوره اللغوي، في تركيز على بعده السيميائي كعلامة بصرية لا ترتبط بأية دلالة سابقة، لكن صورتها اللشكيلية تتعلّق بالماضي بما تحاكيه مخطوطات أو ألواح قديمة كتب على واحد منها حروفاً متقطّعة مثل: لا - ف - وم، والتي تشبه إلى حدّ ما نقوشاً صخرية للنباتات وتضاريس الطبيعة المتنوعة.

من المعرض
من المعرض

يقدّم كوفي، الذي نال درجة البكالوريوس في الحفر من "معهد الفنون الجميلة" في بغداد عام 1985، علامة مكرورة للكتابة في التراث العربي يستمدّها من الطلاسم التي تضمّنتها كتب العرافة والتنجيم، فيمنح الحرف ظهوراً يشبه التعويذات وما يستخدم في السحر.

يشير بيان المنظّمين إلى أنّ اللغة تلعب دوراً حيوياً في تجربة كوفي الفنية، حيث يكشف عن الروابط ويُبرز طبقات كانت غريبة في البداية ولكنها أصبحت مألوفة للعين، كما تُظهر القطع المعروضة مهارة تشكيل الكلمات في تكوينات مجرّدة تجترح مفردات رسومية جديدة.

ويوضّح أن كوفي الذي تابع دراساته في النحت في "أكاديمية الفنون الجميلة" ببغداد، وفي السيراميك وفنون الرسم في "مدرسة الفنون في أوتريخت" بهولندا، يرى الكلمات على أنّها كيانات ديناميكية سائلة، قادرة على وضعها جنباً إلى جنب، وانعكاس بعضها عن بعض، وتنميتها؛ تماماً مثل البذور التي تنمو وتذبل ثم تتجدّد، ممّا يؤدّي إلى إعادة تفسيرات لا حصر لها ودمج اللغات البصرية، ومع كلّ عمل، يتمّ تسخير التوتّر الذي ينشأ بين الكلمات والصورة لبناء قاموس من المؤلفات والعناصر الملموسة.

المساهمون