جموح أسعار الفستق الحلبي رغم وفرة المواسم شمال غربي سورية

27 سبتمبر 2024
يجمع الفستق في قرية عبطين بمحافظة حلب شمال سورية، 14 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفاع أسعار الفستق الحلبي ومنتجاته: شهدت أسعار الفستق الحلبي ارتفاعاً ملحوظاً بعد فتح باب التصدير، مما أدى إلى زيادة أسعار المنتجات المصنوعة منه مثل البوظة والحلويات. وصل سعر الكيلوغرام إلى 10 دولارات مقارنة بـ 6 دولارات في العام الماضي.

- أهمية العناية بأشجار الفستق الحلبي: يعتبر الفستق الحلبي مصدر رزق مهم للمزارعين، حيث تتطلب الأشجار عناية خاصة تشمل الري والتقليم والتطعيم ورش المبيدات، مما يكلف المزارعين مبالغ كبيرة وجهود مضاعفة.

- أنواع الفستق الحلبي وانتشاره: يشكل صنف العاشوري 90% من الفستق المزروع في شمال غربي سورية، ويتميز بمقاومته لعوامل الطقس والجفاف والأمراض. فتح باب التصدير للدول الأوروبية والصين ساهم في ارتفاع أسعار الفستق الحلبي عالمياً.

تشهد أسعار الفستق الحلبي ارتفاعاً لافتاً شمال غربي سورية هذا العام، بعد فتح باب تصديره، وهو ما ساهم مباشرة في ارتفاع أسعار المنتجات المصنوعة من الفستق الحلبي، وبخاصة البوظة والحلويات. فقد شهدت أرياف حلب الشمالية والشرقية توسع في زراعة الفستق الحلبي خلال السنوات الأخيرة، والتي اتجه إليها المزارعون لتغطية احتياجات السوق المحلية والتصدير وخاصة مع ارتفاع أسعار المنتج عاماً بعد آخر.

ووصل سعر كيلو غرام الفستق الحلبي بعناقيده هذا العام إلى 10 دولارات، بينما لم يتجاوز سعره العام الماضي ستة دولارات. ويطلق المزارعون على هذه الزراعة اسم الذهب الأحمر كناية عن أسعارها المرتفعة ووفرة مواسمها. وقال المزارع عمر الكشتو المقيم في قرية كفر غان شمال مدينة حلب، والذي ورث كرما من الفستق الحلبي عن أجداده، إنه يعتني بهذا الإرث الذي يشكل مصدر رزقه الوحيد، والذي قارب عمر أشجاره 300 عام، وهي تحقق له دخلا جيدا ومواسم وفيرة كلما زاد اهتمامه بها.

وأضاف الكشتو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذه الشجرة تحتاج لعناية خاصة من قبل المزارع عبر سقيها باستمرار وتقليمها وتطعيمها ورشها بالمبيدات الحشرية والفطرية والحفاظ على نظافة تربتها من الأعشاب الضارة، وهو ما يكلفه عادة مبالغ كبيرة وجهدا مضاعفا، لكن الموسم الوفير هذا العام سمح بأرباح جيدة بعد تغطية كافة التكاليف.

وعن أكثر أنواع الفستق الحلبي انتشاراً شمال غربي سورية، قال لـ"العربي الجديد" المزارع توفيق الجبلاوي المقيم في قرية تل عرن جنوب شرقي مدينة حلب بعد نزوحه من مدينة خان شيخون، والذي ضمن كرم للفستق الحلبي هذا الموسم، أن صنف العاشوري يشكل 90% من الأنواع المزروعة في المنطقة، وهو من النوع الممتاز الذي يقاوم عوامل الطقس والجفاف والأمراض والفطريات، ويمتاز بثمرته الكبيرة وشكله الجميل، تليه أنواع أخرى كالورداني والمراوحي والتركي، وترجع هذه الشجرة بأصولها إلى مدينة حلب ثم انتشرت في بقية المدن السورية والدول العربية والأوروبية.

وبكثير من الشوق والحنين، يرجع المزارع الجبلاوي بذاكرته إلى كروم الفستق التي كان يمتلكها بريف مدينة خان شيخون التي احتلها النظام السوري وحرمه منها بعد أن أجبره على الرحيل من منطقته تاركاً جهد سنوات ذهبت من عمره فيها بينما يعتني بتلك الأشجار التي زرعها بيده وشكلت مصدر دخله الوحيد.

وأشار المزارع الجبلاوي إلى أنه ضمن الشجرة الواحدة من صاحبها شمال غربي سورية بقيمة 100 دولار، بينما أعطت الشجرة الواحدة بعد قطافها وبيعها وقد شارف الموسم على الانتهاء نحو 200 دولار، وهو ما اعتبره ربحا وفيرا هذا الموسم بعد أن بلغ مقدار ما باعه للتجار أكثر من 500 طن بعناقيده.

وقال وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة عبد الحكيم المصري لـ"العربي الجديد" إن زراعة الفستق الحلبي تتركز شمال غربي سورية، وبخاصة في مناطق جرابلس والراعي وأعزاز، ويحدد السعر السوق العالمية الخاصة بالفستق الحلبي وفقاً للعرض والطلب والنوعية والجودة.

وأرجع سبب غلاء الفستق الحلبي رغم الإنتاج الوفير هذا الموسم، والذي قدره بنحو 50 ألف طن لفتح باب تصديره للدول الأوروبية والصين، وارتفاع أسعاره عالمياً، حيث ازداد الطلب عليه بشكل كبير لجودة الفستق الحلبي السوري الذي لا يضاهي جودته أي منتج من نوعه بأي بلد آخر.

المساهمون