العدوان على غزّة اختبار للتلاحم الفلسطيني

15 اغسطس 2014
E22897F7-B345-4A68-9B39-C1C8ACEE413F
+ الخط -

أزال الاحتضان الشعبي للمقاومة في غزة، وما تبعها من الاتفاق على تشكيل وفد فلسطيني موحّد في مفاوضات القاهرة غير المباشرة، مع الاحتلال الإسرائيلي، بعضاً من آثار الانقسام السياسي، الذي عمّقته ثماني سنوات ماضية، وبات الشعب الفلسطيني أقرب من أي وقت مضى، إلى التوصّل لمصالحات اجتماعية وسياسية وفصائلية.

ويمكن القول، إن النجاح الذي حققته المقاومة الفلسطينية، وحالات التكافل الاجتماعي التي طغت على الغزيين خلال العدوان، والتوحّد بين الفصائل سياسياً، وفي مطالبها خلال المفاوضات في القاهرة، عوامل ستساعد في تضييق الهوة بين الفرقاء الفلسطينيين وتقليصها.

وشهد القطاع في العدوان، تعاوناً وتلاحماً كبيراً بين أطياف الشعب المختلفة، فغابت الشعارات الحزبية إلى حدٍّ كبير، ما عزز من فرص إزالة الخلافات والشوائب، لكن إنهاء الانقسام يحتاج إلى قرارات من طرفين: "حماس" و"فتح".

وأعلن القيادي في حركة "حماس"، مشير المصري، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "حالة الوحدة في الموقف السياسي الفلسطيني، أضحت في مرحلة متقدمة، ووضعت الانقسام خلف ظهور الفلسطينيين، وأسست لانطلاقة جديدة تطوي كل تداعيات الانقسام والخلاف".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يتراجع للخلف، وأن الجميع سيكون أمام اختبار حقيقي يظهر مدى جديّتهم، للوصول إلى تعزيز دعائم الوحدة وتناسي الخلاف". وأكد أن "المصالحة خيار استراتيجي لحماس، ولن تتراجع عنه".

ودعا حكومة الوفاق الوطني، لتحمّل مسؤولياتها في القطاع كاملاً، كما تتحمّل مسؤولية الضفة الغربية. ولفت إلى "ضرورة عقد الإطار القيادي المؤقت، بما يساهم في تعزيز الوحدة والموقف السياسي وإنهاء مرحلة الانقسام إلى غير رجعة".

من جهته، اعتبر الناطق باسم حركة "فتح"، فايز أبو عيطة، لـ"العربي الجديد"، أن "الوفد الفلسطيني الموحّد، الذي شُكل بقرار من الرئيس، محمود عباس، أحدث اختراقاً جدياً في الوضع الفلسطيني، وسبق ذلك تشكيل حكومة التوافق، التي أنهت الانقسام السياسي".

ولفت أبو عيطة، إلى "أن الوحدة في الميدان وفي الموقف السياسي، سيترتب عليهما تنفيذ جدي، وخلق الظروف الملائمة لإكمال العمل حتى إنهاء الانقسام بكل تداعياته". وأعرب عن أمله في أن "تستمرّ الروح الوحدوية، للمضي قدماً في تنفيذ برنامج المصالحة بكل تفاصيله".

واتفق القياديان في "حماس" و"فتح" على ضرورة اتخاذ، كلا الحركتين، خطوات لتعزيز المصالحة وطي صفحة الانقسام، التي أرهقت الشعب الفلسطيني في السنوات الماضية.

من جهة أخرى، رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الوحدة الوطنية التي ترسّخت خلال العدوان الإسرائيلي، وتجلّت بتشكيل وفد فلسطيني موحّد، قد لا تستمرّ طويلاً، لأنها وحدة طارئة، مرتبطة بحدث، وبعد انتهاء الحدث قد نعود للمربع الأول، مربع التجاذبات السياسية".

ورأى الدجني، أنه "كي لا يحصل ذلك، لا بد من العمل الفوري على عقد الإطار القيادي المؤقت، لمنظمة التحرير، والبدء بخطوات تبني استراتيجية وطنية للعودة والتحرير، وبشكل متزامن العمل على وضع قانون أو ميثاق اعلامي يجرم التخوين والتكفير والخروج عن الاستراتيجية الوطنية الموحدة".

وتوقّع أنه في حال نجح الفلسطينيون في ذلك "يكونوا قد نجحوا في ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية ثقافياً، وفي الوعي الجمعي الفلسطيني". ودعا "حماس" و"فتح"، إلى أن "يكونا على قدر المسؤولية، وعلى قدر تضحيات الشعب الفلسطيني، واستثمار اللحظة التاريخية، للبدء بتصفير المشاكل الداخلية، ودعم حكومة التوافق الوطني، لتنفيذ مهامها وعدم السماح لأي تدخل خارجي قد يضر بالمصالح الوطنية".

ورأى أن "الغرب بات مقتنعاً بأهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعد أن حاول عرقلتها، لأن البديل عن الوحدة الوطنية وبقاء الحصار، هو العنف من وجهة نظر الغرب".

وشدّد على أن "الفرصة مواتية لتجسيد وحدة وطنية، تلزم الغرب بالتعاطي معها، ولكن هذا يتوقف علينا كفلسطينيين، ومدى قدرتنا على صياغة موقف وطني موحّد، وليس التمحور والتموضع في محاور متناحرة".

ذات صلة

الصورة
آثار قصف مدرسة الزيتون ج جنوب مدينة غزة (فيسبوك)

سياسة

استشهد أكثر من 21 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في حيّ الزيتون بجنوب مدينة غزة إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
جرفات الاحتلال تهدم منزلاً تحصن فيه مقاومون في قباطية / جنين 13 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

على مدار عشر ساعات كاملة خاض ثلاثة مقاومين في بلدة قباطية، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
الصورة
الضفة الغربية \ اقتحام جنين، 31 أغسطس 2024 (الأناضول)

سياسة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات على مدن وقرى في الضفة الغربية المحتلة، وسط اعتقالات طاولت مواطنين بينهم أسرى محررون.