خاص | قيادي في حماس: ننتظر تلقي التصور الجديد بشأن الهدنة في غزة بشكل رسمي

27 ابريل 2024
الدمار في خانيونس جنوبي قطاع غزة، 21 إبريل 2024 (دعاء الباز/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حركة حماس لم تتلق بعد مخاطبة رسمية بشأن المفاوضات الجديدة للهدنة في غزة، معربة عن استعدادها للتعاطي الإيجابي مع أي تصور يُقدم رسميًا، ولكنها أعربت عن شكوكها حول التسريبات الإعلامية العبرية.
- وفد مصري زار تل أبيب لتقديم مقترح هدنة بين إسرائيل وحماس، مع تحذير إسرائيلي بأن هذه فرصة أخيرة قبل احتمال اجتياح رفح، وشملت المحادثات ممثلين عن الشاباك، الجيش، والموساد الإسرائيلي.
- حماس ثمنت جهود الوساطة المصرية والقطرية، مؤكدة على أهمية تحقيق هدنة تراعي الموقف الوطني الفلسطيني بما في ذلك وقف إطلاق النار، الانسحاب، عودة النازحين، وتبادل الأسرى، معربة عن أملها في تحقيق اتفاق ينهي العدوان.

قيادي في حماس: لم تتم مخاطبتنا بشكل رسمي حول مضمون التصور الجديد

قال القيادي إنه لا توجد أدلة على تراجع الاحتلال عن اجتياح رفح

قدّمت مصر خلال زيارة وفدها لإسرائيل مقترحاً لهدنة في غزة

أكد قيادي بارز في حركة المقاومة الفلسطينية حماس أنه حتى الآن لم تتم مخاطبة الحركة بشكل رسمي حول مضمون التصور الجديد للمفاوضات الذي يجري الحديث عنه بشأن الهدنة في غزة لفترة زمنية محددة، مشدداً في الوقت ذاته على استعداد الحركة لـ"التعاطي الإيجابي والجاد ومناقشته بعقول مفتوحة فور وصوله عبر القنوات الرسمية". وعبّر القيادي بالحركة، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، عن شكوكه إزاء التسريبات المتواصلة في الإعلام العبري بشأن زيارة الوفد الأمني المصري تل أبيب، خشية أن يكون الأمر حلقة جديدة من حلقات المراوغات الإسرائيلية بهدف التحايل على الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال القيادي في "حماس"، الذي فضل عدم نشر اسمه: "لدينا تجارب سلبية كثيرة طوال الأشهر الماضية مع حكومة الاحتلال التي كانت تعبّر عن مواقف في العلن وأمام الإعلام بشأن الهدنة في غزة مناقضة تماماً لما كان يتم التفاوض غير المباشر بشأنه". وأوضح أن "هناك مأزقاً حقيقياً تواجهه حكومة الاحتلال على المستوى الشعبي دولياً، وكذلك الإدارة الأميركية التي وجدت نفسها في مأزق في ظل ثورة الجامعات هناك واتساع رقعة الاحتجاجات وانتقالها من جامعة لأخرى"، لكن في الوقت ذاته لا توجد أي دلائل حقيقية على تراجع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اجتياح رفح، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن كافة المؤشرات على الأرض تقود إلى ذلك.

وحول قراءاته لبنود التصور المنشورة في وسائل الإعلام، والتي من بينها الهدنة في غزة لمدة عام، أوضح أن "هذا البند ليس له سوى تفسير وحيد، وهو انتهاء المدة القانونية لحكومة نتنياهو، وذلك يوحي في الوقت ذاته بقوة الموقف السياسي للحكومة وشعور الجانب الأميركي بعدم القدرة على إزاحة نتنياهو في الوقت الحالي".

وأجرى وفد مصري، الجمعة، محادثات في تل أبيب، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ مصر قدّمت خلالها مقترحاً للتوصّل إلى هدنة في غزة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس. وكشف موقع والاه العبري عن أنّ إسرائيل أوضحت لمصر أنّ الأطراف أمام فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وإلا فإنّ الجيش الإسرائيلي سيجتاح رفح. وقال الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، إنّ إسرائيل أوضحت لمصر خلال المحادثات مع الوفد المصري الذي زار تل أبيب أنها مستعدة لمنح فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة، وفي حال عدم إحراز تقدّم فإنها ستشرع في عملية برفح.

وترأس الوفد المصري، وفقاً للموقع العبري، الجنرال المسؤول عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني في المخابرات المصرية، من دون أن يسمّيه، وشارك من إسرائيل ممثلون عن جهاز الأمن العام (الشاباك)، وعن الجيش، وعن جهاز الاستخبارات (الموساد). وقال المسؤول الإسرائيلي إنّ "المحادثات مع المصريين كانت جيدة، وإنهم أوضحوا للإسرائيليين نيتهم الضغط على حركة حماس من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، كما أوضحوا أنهم يتفهمون الشعور (الإسرائيلي) إزاء مدى إلحاح العملية في رفح"، وفق تعبيره. وأضاف: "لقد أوضحت إسرائيل لمصر أنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح، ولن تسمح لحركة حماس بالتلكؤ. وكانت الرسالة الإسرائيلية أن هناك موعداً نهائياً واضحاً لدخول (اجتياح) رفح، وأن إسرائيل لن توافق على أي جولة محادثات أخرى لا طائل من ورائها، بغرض الاحتيال"، وفق ادعائها. 

وكانت حركة حماس قد ثمنت ما وصفته بـ"جهود ومساعي الأشقاء في مصر". وقال المتحدث باسم الحركة، جهاد طه، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إن هذا الحراك المصري يبرهن على مواصلة الجهود للوسطاء القطريين والمصريين بشأن الهدنة في غزة والتي تأخذ بعين الاعتبار الموقف الوطني الفلسطيني لفصائل المقاومة الذي يتبلور بوقف إطلاق النار والانسحاب وعودة النازحين وإدخال القوافل الإغاثية والإعمار وصولاً لتبادل الأسرى.

وأكد أن التلويح بعملية عسكرية في رفح هو "إمعان في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحق شعبنا، وخصوصاً النازحين الذين قدرت أعدادهم بما يزيد عن مليون نازح، بالإضافة لسكان المدينة الأصليين". وقال: "لا شك أن موقف مصر برفض هذه العملية يدلل على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفض سياسة الإجرام الصهيوني". وأضاف: "نأمل أن تثمر هذه الجهود عن بلورة اتفاق يفضي إلى تنفيذ ما جاء في مضمون الموقف الوطني الفلسطيني، وقف إطلاق النار، والانسحاب، وعودة النازحين، وإدخال القوافل الإغاثية، وغيرها، ورفض أية قيود ومراوغة صهيونية بهدف التعطيل كما حصل سابقاً؛ وسنبقى منفتحين على أي مقترح ومبادرة من شأنها وقف العدوان وتنفيذ ما ذكر من عناوين أساسية ضمن الموقف الوطني لفصائل المقاومة".

المساهمون