هكذا قتل الجيش الإسرائيلي موظف إغاثة هندياً في غزة وأصاب أردنية

23 مايو 2024
سيارة تابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة / 28 نوفمبر 2024 (أشرف عمرة /الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في 13 مايو، استهدف الجيش الإسرائيلي بسبق الإصرار مركبة تابعة للأمم المتحدة في رفح، مما أدى لمقتل موظف إغاثة هندي وإصابة آخر أردني، بالرغم من وضوح شعار الأمم المتحدة.
- الجيش الإسرائيلي زعم أن المركبة لم تنسق مسبقًا ولم تكن هناك إشارات واضحة تدل على انتمائها للأمم المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية القوات الميدانية.
- التحقيق الداخلي وردود الفعل الدولية، بما في ذلك تعليق الأمين العام للأمم المتحدة، يعكسان القلق الدولي حول سلامة العاملين في مجال الإغاثة ويشيران إلى نمط مقلق من الاستهداف المتعمد لموظفي الإغاثة في مناطق النزاع.

توصل تحقيق داخلي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن استهداف وحداته مركبة تحمل شعار الأمم المتحدة في 13 مايو/أيار الحالي، الذي أدى لمقتل موظف إغاثة يحمل الجنسية الهندية، وإصابة موظفة تحمل الجنسية الأردنية، جاء مع سبق الإصرار، بحسب ما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الخميس. وزعم التحقيق الذي أجراه الجيش أن المركبة التي كان يستقلها الموظفان سلكت طريقاً يُمنع السير عليه دون تنسيق مسبق معه، وأضاف التحقيق أن القوات استهدفت المركبة أول مرة بواسطة قذيفة دبابة، وبعد ذلك من خلال إلقاء قنابل، على الرغم من أن المركبة كانت تحمل شعار الأمم المتحدة، وخالف جيش الاحتلال بذلك قواعد الحذر المتعلقة بالتعامل مع موظفي الإغاثة.

وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على المركبة التابعة للأمم المتحدة في منطقة رفح، ما أدى إلى مقتل الموظف الذي يعمل في قسم الأمن والأمان التابع للأمم المتحدة. وكانت المركبة تسافر من مقر الإغاثة التابع للأمم المتحدة باتجاه معبر رفح، وعلى سقفها شعار الأمم المتحدة. وزعم الجيش أنه كان من الصعب على القوات الموجودة في الميدان معرفة أن المركبة تابعة للأمم المتحدة لعدم وجود إشارات وشعارات على جوانبها.

كما ادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته الموجودة في المنطقة، لم تتلق تحذيراً بشأن وصول المركبة، لأن خروجها باتجاه المعبر لم يُنسق معه. وبحسب الصحيفة العبرية، كشف التحقيق عن وجود مسيّرة إسرائيلية في الأجواء، بالتزامن مع مرور المركبة، ما وفر للجنود إمكانية التعرف إلى المركبة، ولكن لم يتضح إن كانوا قد تعرّفوا إليها، وأنها تابعة للأمم المتحدة أم لا؟ ولماذا لم يتعرّفوا إليها إن حدث ذلك؟

وشاهد طاقم دبابة إسرائيلية كانت في المنطقة المركبة، وحصل على إذن من قيادة اللواء لإطلاق النار باتجاه المركبة واستهدفها بقذيفة، وبعد توقّف المركبة قامت قوة أخرى من الجنود كانت موجودة في المنطقة بإرسال مسيّرة مسلحة بقنابل باتجاهها. وزعم الجنود أنهم شاهدوا شخصية مسلحة تخرج من المركبة، وتهرب باتجاه مبنى قريب، وحاولوا استهدافها، وقاموا بإلقاء قنبلتين حول السيارة.

وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة المبنى من خلال مسيرات تابعة لسلاح الجو، ولكن لم يجر العثور على جثة لشخص آخر داخل المبنى، أو في المنطقة التي وقعت فيها الأحداث، وعليه أشار التحقيق إلى أنه ربما كان هناك تشخيص خاطئ بوجود شخص ثالث. ورغم إجراء التحقيق، فإنه لم يوضح إن كان موظف الإغاثة قد قُتل بسبب إطلاق النار من الدبابة أم بسبب إلقاء القنابل؟ ولماذا لم يرَ الجنود الذين أرسلوا الطائرة المسيّرة شعار الأمم المتحدة على سقف السيارة، رغم وجوده، لكنه أكد أن جيش الاحتلال هو من قتله. 

وكان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، قد قال، في 14 مايو/أيار الحالي، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس شعر "بحزن عميق عندما علم بوفاة أحد أعضاء إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن وإصابة آخر، نتيجة قصف تعرضت له مركبتهما التابعة للأمم المتحدة"، مضيفاً "هذه الضحية الدولية الأولى" للأمم المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مذكراً بمقتل نحو 190 موظفاً فلسطينياً في الأمم المتحدة، معظمهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكان جيش الاحتلال قد قتل سبعة من موظفي الإغاثة في قطاع غزة مطلع إبريل/ نيسان الماضي، وحاولت إسرائيل وقتها البحث عن ذرائع تبرّر من خلالها أن الاستهداف كان "غير مقصود" و"عن طريق الخطأ"، مدعية الاشتباه في وجود مسلّح وسط القافلة، إلا أن تفاصيل أوردتها "هآرتس" أيضاً في حينه، أشارت إلى أن الجريمة كانت مع سبق الإصرار والترصد، بإطلاق ثلاثة صواريخ على القافلة حتى عندما حاول بعض أفرادها إنقاذ زملائهم.

المساهمون