معسكر خالد: الإمارات تؤمن سيطرتها قرب باب المندب

28 يوليو 2017
معركة الساحل الغربي هي إماراتية بالدرجة الأولى (شريف ثابت/الأناضول)
+ الخط -

وضعت قوات الشرعية اليمنية والتحالف بقيادة إماراتية، أقدامها على معسكر "خالد بن الوليد"، أهم معسكر استراتيجي، في الساحل الغربي لمحافظة تعز، جنوبي اليمن. وذلك في تطور حمل العديد من الأبعاد والدلالات، بوصفه تحولاً محورياً على صعيد معارك الساحل الغربي، التي تصاعدت منذ مطلع العام الحالي. وهدف من خلالها التحالف/الشرعية إلى تأمين السيطرة على أهم موقع استراتيجي في اليمن، متمثلاً بمضيق باب المندب، والمناطق القريبة منه في الساحل اليمني.

وكانت قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، رسمياً أنها تمكنت من دخول معسكر "خالد بن الوليد"، أحد أكبر معسكرات الجيش اليمني، في مديرية موزع قرب مدينة المخا غربي تعز، بعد معارك عنيفة وأعداد كبيرة من الغارات الجوية لمقاتلات التحالف، ضد مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذين فقدوا السيطرة على المعسكر، وصدّوا هجمات عنيفة خلال الشهور الماضية، حاولوا من خلالها منع تقدم قوات الشرعية/الإمارات، في المنطقة.

ووصفت مصادر قريبة من "المقاومة" وقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية لـ"العربي الجديد"، معسكر "خالد"، أنه "من أبرز الخطوط الدفاعية للحوثيين والقوات الموالية لصالح في الساحل الغربي لتعز، إذ يقع على مفرق المخا، ويشرف على الطريق الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز، وتمتد مساحته لنحو 12 كيلومتراً. وبالنسبة لصالح، فإن هذا المعسكر كان يقوده، قبل صعوده إلى السلطة رئيساً في الشطر الشمالي لليمن، عام 1978".

من جهة أخرى، جاء سقوط المعسكر بمثابة "تحصيل حاصل"، إذ إنه ومنذ بدء عمليات التحالف بقيادة السعودية في مارس/آذار 2015، تعرّض لموجات من الضربات الجوية، التي دفعت بالقوات والمجموعات المسلحة في المعسكر للانتشار وأوقعت كثيراً من الخسائر في صفوفها. وسبق أن أعلنت قوات الشرعية، الاقتراب من المعسكر منذ أشهر.



وبالنظر إلى عوامل المكان وخارطة التطورات الميدانية الأخيرة، تكمن أهمية المعسكر في الوضع الحالي، بأن السيطرة عليه، تقلل من تهديد الحوثيين وحلفائهم لمناطق سيطرة الشرعية والتحالف في مدينة المخا الساحلية ومديرية ذوباب. وكلتاهما تمثل الساحل الغربي لتعز، وأقرب المناطق الساحلية اليمنية، إلى مضيق باب المندب، والذي أصبح تحت سيطرة الإمارات. وكشفت بعض الأنباء عن أن أبوظبي شرعت ببناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون، التي يشرف اليمن من خلالها على الممر الدولي البحري.

في هذا السياق، اعتبرت مصادر يمنية أن "معركة الساحل الغربي، هي إماراتية بالدرجة الأولى، لأن أبوظبي التي تولت واجهة عمليات التحالف في جنوب اليمن، دشنت مطلع العام الحالي، عمليةً أطلقت عليها اسم (الرمح الذهبي). واعتمدت بالدرجة الأولى على قوات مؤلفة من أبناء المحافظات الجنوبية، ونجحت بتحقيق معارك عنيفة وخسائر في صفوف الطرفين وحتى في صفوف المدنيين، وذلك في منطقتي ذوباب والمخا".
ووفقاً للمعطيات الميدانية، وتعليقات العديد من المهتمين والخبراء، فإن "معركة الجزء الجنوبي من الساحل الغربي، مع السيطرة على معسكر خالد، وصلت إلى تحول مفصلي، يجعل قوات الشرعية/ التحالف (ممثلاً بالإمارات)، أقل عرضة لتهديد الحوثيين في مناطق سيطرتها غرب تعز، لكنه لا يعني انتهاء المواجهات عموماً في ظل بقاء العديد من الجبهات الغربية مشتعلة بين المقاومة وقوات الشرعية المدعومة من التحالف من جهة، وبين الحوثيين وحلفائهم الموالين لصالح من الجهة الأخرى".

وعلى ذات الصعيد، فإن السيطرة على معسكر "خالد"، فتح الباب أمام جملة من التساؤلات، حول الخطوة المقبلة، فمن الناحية العسكرية يمكن اعتبار التطور خطوة أخيرة في المرحلة الأولى من "الرمح الذهبي". بالتالي فإن الخطوة التالية، قد تكون محافظة الحديدة، وسط الساحل الغربي، التي أعلن التحالف، في وقت سابق من العام الحالي، أنها المعركة التالية، بعد السيطرة على المخا. ومن جهة تعز، فإن التطور من الممكن دعم جبهات المواجهات في المدينة ومحيطها، بعد خسارة الحوثيين خط تعز – الحديدة.

سياسياً، من الممكن أن يمثل التطور الخاص بالسيطرة على معسكر "خالد"، دافعاً لإحياء المسار السياسي، إذا ما كانت معركة التحالف، ستتوقف عند الجزء الجنوبي من الساحل الغربي، الأمر الذي يتعزز بكون القوات التي تقدمت غرب تعز، مؤلفة من جنوبيين، بعضهم ينادي بالانفصال ويرفع راية الشطر الجنوبي لليمن، حتى في مناطق المواجهات.