بعد كشفها، يوم الاثنين، في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية عن عدد من المنتجات والاستراتيجيات الجديدة، طاولت شركة "آبل" العديد من الانتقادات، بسبب سياستها المتغيّرة في العودة الى منتجات سابقة والتحسين فيها لتقويتها. ونتحدث هنا عن هاتف "آيفون 5S" الذي أطلقته الشركة في 2013، لتعيد إطلاقه تحت اسم "آيفون SE" في مارس/آذار 2016، لكن مع عدد كبير من المزايا الداخلية الجديدة.
عودة إلى الأصل
عادت الشركة للهواتف بشاشة أربع بوصات وذلك لإرضاء محبّي شاشات الهواتف التقليدية. وعزت الشركة إعادة تصنيعها للهاتف الصغير الحجم بفعل الطلب المتزايد على الهواتف التقليدية بشاشات صغيرة الحجم في الأسواق.
وفي ما يخص مزايا الهاتف الجديد، فهو يضم معالجي A9 وM9 الموجودين في هواتف 6S، إضافة الى أحدث نسخة للمساعد الصوتي سيري، فضلاً عن دعم الجهاز لتقنية الاتصال القريب NFC، والتي تمكّنه من توفير خدمة الدفع المالي السريع "آبل باي". كاميرا الهاتف بقوة 12 ميغا بيكسل، مع قدرة تسجيل مقاطع مصوّرة عالية الدقة أو 4K، ومع كاميرا أمامية بدقة 1.2 ميغا بيكسل.
يُذكر أنّ "آيفون SE" لا يحتوي على ميزة اللمسة الثلاثية الأبعاد "3D Touch"، ويأتي بشاشة "Retina" بدقة 640×1136 بيكسل. الهاتف متوفّر بأربعة ألوان وهي الذهبي، الرمادي، الفضي والوردي الذهبي. وأمّا بالنسبة لسَعته، فهو متوفّر فقط بسعتي تخزين، هما 16 غيغابايت (بسعر 399 دولاراً) و64 غيغابايت (بسعر 499 دولاراً)، وسيصبح متوفراً في الأسواق الأميركية ابتداء من 31 مارس الجاري.
إطلاق "آبل" لجهاز "آيفون SE" تذكر بإطلاقها هواتف "آيفون 5C"، والتي سعت من خلالها إلى توفير جهاز بميزات مقبولة وسعر أقل نوعاً ما من سعر الهاتف الحديث. إلا أنّ اللافت هذه المرة التحسين في نوعية الميزات، كميتها وسعر الهاتف والذي يعدّ نوعاً ما سعراً مقبولاً بالنسبة لسعة الـ64 غيغابايت.
Twitter Post
|
لكن لم تطلق الشركة هاتفاً بشاشة أربع بوصات تحت اسم مختلف وتصميم جديد؟ لماذا لم تدعمه بأقوى خصائصها، وهي ميزة اللمسة الثلاثية الأبعاد "3D Touch؟" لربما لم ترد الشركة المخاطرة بتصميم جديد يدخلها في انتقادات من محبّيها، غير أنّها تلقّت وابلاً من الانتقادات من منافسيها الذين برّروا سياستها الأخيرة بالإفلاس.
وفي المؤتمر أيضاً، كشفت "آبل" عن جهاز لوحي جديد تحت اسم "آيباد برو" بشاشة عرض 9.7 إينشات. وكما توقع كثيرون، جاء الجهاز الجديد مطابقاً لسابقه "آيباد برو" بشاشة عرض 12.9 إينشات، والفرق الوحيد هو بحجم أصغر. وقالت "آبل" إن الآيباد الجديد يأتي بشاشة أكثر سطوعاً وأقل عكساً للأشعة، بالإضافة لقابليتها ضبط الألوان تلقائياً بحسب الإضاءة. الجهاز "آيباد برو" يحتوي على كاميرا بدقة 12 ميغا بيكسل، والتي يمكنها تسجيل مقاطع مصوّرة عالية الجودة أو 4K، ويأتي بأربعة ألوان وهي الفضي، الرمادي، الذهبي والوردي الذهبي، وبسعر يبدأ من 599 دولاراً.
Twitter Post
|
وفيما توقّع كثر شكل الجهاز وميزاته، صدم آخرون من تشابه الجهاز مع سابقه وعدم ضرورة طرحه خاصة أنّ "آبل" طرحت قبل "آيبد برو" عدة أجهزة لوحية مشابهة لجهاز "آيباد برو" بشاشة عرض 9.7 إينشات، كان أبرزها "آيباد إير 2"، والذي يأتي بشاشة عرض 9.7 إينشات وبمزايا مشابهة جداً. هذا وقد أشارت الشركة إلى أن شاشة جهاز "آيباد برو" الجديد تعدّ أفضل من جميع الشاشات السابقة لأجهزتها اللوحية.
Twitter Post
|
ومع استمرار الحرب القضائية بين "آبل" ومكتب التحقيقات الفيدرالي، قال الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، خلال الكلمة الطويلة التي ألقاها في المؤتمر: "إن الشركة لديها مسؤوليّة كبيرة لجهة مساعدة مستخدميها الأوفياء على حماية خصوصيتهم وبياناتهم، ولن تسمح أبداً بتقليص تلك الخصوصية".
وفي المؤتمر أيضاً، كشفت الشركة عن سوار جديد لساعات "آبل" الذكية. السوار مصنوع من نسيج النايلون، ويأتي بأربعة ألوان مُختلفة، أطلق عليها اسم "ألوان الربيع". هذا ويُذكر أن سعر الساعات أصبح أرخص بـ 50 دولاراً من السابق.
اقرأ أيضاً: "إف بي آي" يستعين بطرف ثالث لاختراق "أيفون"
تركيز على البيئة
وكان اللافت تركيز "آبل" في مؤتمرها على البيئة وسبل حمايتها. فقد أشارت الشركة إلى أنّ 99 % من الورق المستخدم في علب كافة منتجاتها، هو من الورق المعاد تدويره. وأكّدت الشركة أنّ 93 في المائة من بيئة العمل تستخدم الطاقة المتجددة. وفي سياق اهتمامها المستمر بالصحة عبر HealthKit وغيرها من حزمات جمع المعلومات الطبية وتحليلها، كشفت الشركة عن تطوير دعمها للصحة عبر توفير أدوات لمزيد من الأبحاث حول الصحة، معلنة عن حزمة CareKit الجديدة المتخصصة فقط بالأبحاث الطبية.
Twitter Post
|
والجديد أيضاً إطلاق "آبل" لروبوت تحت اسم (ليام). وهو آلة لفرز هواتف "آيفون" المستهلكة، والذي يستخلص منها المواد القيّمة التي يمكن استعمالها بعد إعادة تدويرها كالفضة مثلاً، إلى جانب التنجستين والذي هو مادة تستخدم لتقوية الفولاذ والأسلاك، المستعمل في صناعة أجهزة "آيفون"، "آيباد" وحواسب "ماك". الروبوت يُطوّر منذ نحو ثلاث سنوات، وهو حالياً يستطيع تفكيك هواتف "آبل" الذكية فقط من الجيل السادس، لكن الشركة تعتزم توسيع عمله ليشمل مزيداً من الأجهزة.
تجدر الإشارة هنا الى أنّ الروبوت هو بمثابة ردّ من الشركة على الانتقادات التي طاولت منتجاتها والتي على الرغم من تصميماتها المصقلة، يصعب تفكيكها بغرض تجديدها لإعادة استخدامها في صناعة أجهزة أخرى. الروبوت بدأ العمل بشكل كامل، في شهر فبراير/شباط 2016، ويمكنه تفكيك جهاز آيفون 6 بالكامل كل 11 ثانية، ليحتفظ بأجزائه المصنوعة من الألومنيوم، الكوبالت، النحاس، القصدير، التنجستين، الذهب والفضة.
Twitter Post
|
هذا وأثنت منظمة السلام الأخضر Greenpeace على مبادرة الشركة كنموذج للمساهمة بتقليل حجم استخراج المنتجات المضرة بالبيئة، والبدأ جدياً بإعادة تدوير كل ما نستطيع الاستفادة منه. كما أعلنت الشركة نيتها العام المقبل الانتقال الى مقر جديد، حيث سيعمل المكان بكامله على طاقة نظيفة مستحصل عليها من ألواح شمسية ومراوح عملاقة للطاقة.
إذاً، شركة "آبل" "من جديد تطرح هاتفاً بمواصفات متوسطة على الرغم من فشلها في الهاتف السابق أي "آيفون 5C"، والذي لم يحقق نسب المبيعات المتوقعة. ويشير بعضهم الى أن الشركة تعاني نوعاً ما من تكرار في إطلاق نسخ من منتجاتها السابقة مع إضافات طفيفة في المميزات دون المساس في التصميم الخارجي لها. هذا وينتظر كثيرون مؤتمر الشركة، في شهر يوليو/تموز 2016، والذي من المتوقع أن تطرح فيه نظام تشغيل iOS 10 والذي سيركّز أكثر على الصحة، الحركة والأمان، كما ستطرح "آبل" هاتف "آيفون" 7 بتصميم مختلف وباقة من الميزات الجديدة، الى جانب نسخة جديدة ومختلفة كلياً من ساعاتها الذكية والتي من المتوقع أن تتضمن كاميرا بدقة 5 ميغا بيكسل، وتصميم جديد دائري.
اقرأ أيضاً: باحثون يتمكنون من اختراق رسائل "آبل" iMessage