في البدء تهكمنا، ثم تبيَّن لنا أننا نعمل على أمر في غاية الأهمية. ذلك عندما أبقانا نقيب صنّاع العرائس الأوروبيين ديتر بروني طوال ستة أيام في مايو/ أيار 1991، في ورشة عمل لصناعة الدمى من النفايات من تنظيم "معهد غوته" في العاصمة السودانية الخرطوم.
أفكار تتولد في كلّ لحظة، ومع المبادرات يخرج المولود إلى الحياة مشهراً ابتسامة بدلاً من الصرخة الأولى.
لا سرّ في مهرجان "أسرار الكوشة" الذي نظّم أخيراً في العاصمة السودانية الخرطوم، إلاّ أنه جاء في زمن يشكو فيه الجميع من تراكم النفايات. و"الكوشة" كلمة سودانية أصيلة تعني مكبّ النفايات. وقد تكونت الفكرة في رحم مبادرة شبابية تضم متطوعين من فئات مختلفة من الشباب المهتمين بالشأن البيئي، إلى جانب عدد من الجمعيات والمشاريع التي تعمل في مجال إعادة تدوير النفايات وحماية البيئة، وعلى رأسها مشروع "فندورا" المهتم بفنون إعادة التدوير واستخدام الفن والأعمال اليدوية فيه، وتوظيف ذلك في رفع الوعي البيئي وحماية البيئة والمناخ في ظل التغير المناخي في العالم.
بما أنّ البيئة مسؤولية الجميع، فقد أكدت رئيسة المهرجان ميسون مطر أنّ المنظمين يسعون إلى رفع الوعي، والإعلاء من شأن المسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا البيئة. من ذلك التخلص السليم من النفايات، بدلاً من تعليق المسؤولية بكاملها على الجهات الصناعية المنتجة للنسبة الأكبر للنفايات، أو الجهات الحكومية المناط بها جمع النفايات والتخلص منها.
أما الهدف الثاني من المهرجان، فهو لمّ شمل من يعملون في مجال تدوير النفايات والتكسب منها. فبعضهم يعمل على إطارات السيارات المستعملة التي يعدّ التخلص منها معضلة، فلا الحرق ولا الدفن يجدي معها، خصوصاً أنها تدوم لأعوام بالمتانة نفسها. يصنع هؤلاء أثاثاً منزلياً منها، وقطع غيار سيارات، وأواني للشتول الصغيرة. وبعض آخر يلونها ويستخدمها في تسوير الميادين العامة في الأحياء.
يشكل الهوس الكبير بالتدوير لدى كثيرين نقطة انطلاق لمثل هذه المبادرات. وقد ساهم المهرجان في تلاقي الأفكار. كما أثمرت نقاشات ورش العمل المصاحبة عن مزيد من أفكار التصنيع والتسويق. فقد نظمت ورشتان إحداهما للنساء، والثانية للأطفال، حول التصنيع باعتماد المواد الكرتونية. هدفت الورشتان إلى غرس الهمّ البيئي فيهم.
من جهتهم، رأى الخبراء وأهل الاختصاص في المهرجان والمبادرات بشكل عام خروجاً بالمواد المستخدمة من خانة "النفايات" إلى خانة "المادة الخام" ذات الفائدة الجمالية والاقتصادية.
*متخصص في شؤون البيئة
اقرأ أيضاً: العم عثمان يفقد بحره
أفكار تتولد في كلّ لحظة، ومع المبادرات يخرج المولود إلى الحياة مشهراً ابتسامة بدلاً من الصرخة الأولى.
لا سرّ في مهرجان "أسرار الكوشة" الذي نظّم أخيراً في العاصمة السودانية الخرطوم، إلاّ أنه جاء في زمن يشكو فيه الجميع من تراكم النفايات. و"الكوشة" كلمة سودانية أصيلة تعني مكبّ النفايات. وقد تكونت الفكرة في رحم مبادرة شبابية تضم متطوعين من فئات مختلفة من الشباب المهتمين بالشأن البيئي، إلى جانب عدد من الجمعيات والمشاريع التي تعمل في مجال إعادة تدوير النفايات وحماية البيئة، وعلى رأسها مشروع "فندورا" المهتم بفنون إعادة التدوير واستخدام الفن والأعمال اليدوية فيه، وتوظيف ذلك في رفع الوعي البيئي وحماية البيئة والمناخ في ظل التغير المناخي في العالم.
بما أنّ البيئة مسؤولية الجميع، فقد أكدت رئيسة المهرجان ميسون مطر أنّ المنظمين يسعون إلى رفع الوعي، والإعلاء من شأن المسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا البيئة. من ذلك التخلص السليم من النفايات، بدلاً من تعليق المسؤولية بكاملها على الجهات الصناعية المنتجة للنسبة الأكبر للنفايات، أو الجهات الحكومية المناط بها جمع النفايات والتخلص منها.
أما الهدف الثاني من المهرجان، فهو لمّ شمل من يعملون في مجال تدوير النفايات والتكسب منها. فبعضهم يعمل على إطارات السيارات المستعملة التي يعدّ التخلص منها معضلة، فلا الحرق ولا الدفن يجدي معها، خصوصاً أنها تدوم لأعوام بالمتانة نفسها. يصنع هؤلاء أثاثاً منزلياً منها، وقطع غيار سيارات، وأواني للشتول الصغيرة. وبعض آخر يلونها ويستخدمها في تسوير الميادين العامة في الأحياء.
يشكل الهوس الكبير بالتدوير لدى كثيرين نقطة انطلاق لمثل هذه المبادرات. وقد ساهم المهرجان في تلاقي الأفكار. كما أثمرت نقاشات ورش العمل المصاحبة عن مزيد من أفكار التصنيع والتسويق. فقد نظمت ورشتان إحداهما للنساء، والثانية للأطفال، حول التصنيع باعتماد المواد الكرتونية. هدفت الورشتان إلى غرس الهمّ البيئي فيهم.
من جهتهم، رأى الخبراء وأهل الاختصاص في المهرجان والمبادرات بشكل عام خروجاً بالمواد المستخدمة من خانة "النفايات" إلى خانة "المادة الخام" ذات الفائدة الجمالية والاقتصادية.
*متخصص في شؤون البيئة
اقرأ أيضاً: العم عثمان يفقد بحره