يبدو أن المغني المصري حمادة هلال أكثر شجاعة من قسم كبير من الفنانين المصريين الموجودين حالياً على الساحة. ففي إنتاج فاجأ كثيرين، عاد حمادة هلال بأغنية "أشرب شاي" التي حققت قرابة 4 ملايين مشاهدة في أسبوعين على موقع "يوتيوب".
لكن خياره هذه المرة بدا شجاعاً، إذ قرر اللجوء إلى عالم المهرجانات، وبالتحديد إلى أحد أهم الضلوع الرئيسة في المهرجانات؛ أوكا وأورتيجا. فجاءت الأغنية من كلمات أوكا وألحان وتوزيع أورتيجا، لتكون التجربة الأولى لغناء فنان تقليدي لمهرجان خارج حدود الإعلانات أو عمل درامي.
حتى الفيديو كليب والكلام كانا بسيطين؛ يمثّلان، بشكل طريف، جزءاً من مشهد مصريّ تقليدي يومي: شُرب الشاي الذي يعتبر جامع المصريين على اختلاف انتماءاتهم الطبقية، وصولاً إلى مشاهد الفيديو، حيث يمثّل هلال حياة مواطن بسيط، يقضي يومه بين القهوة وخطيبته وأمه والميكروباص.
تتحايل الأغنية على عالمين من الغناء، عالم الأغنية الشعبية التي يقدمها حمادة هلال، وعالم المهرجانات الذي يقدمه أوكا وأورتيجا، فتتحرك بين هذا وذاك.
ويبدو أن هلال يعي جيداً أهمية المهرجانات ونجاحها جماهيرياً، وتحوّل فنانيها إلى نجوم شعبيين، مثل علاء فيفتي والسادات، ومحمد رمضان (المكتسح بالأرقام). هكذا، جاء توجّه حمادة إلى أوكا وأورتيجا لتقديم مهرجان، مشابه لما فعله رمضان مع المدفعجية.
وبعيداً عن العمل نفسه، من الواضح أن الطرفين، أي حمادة هلال وأوكا وأورتيجا، كانا يبحثان عن بعضهما؛ فهلال يبحث عن إنتاج يقدم من خلاله موسيقى المهرجانات بسبب أهميتها الشعبية وسيطرتها على السوق الموسيقي وعلى المشاهدات والنجاح حالياً، أمّا أوكا وأورتيجا، فبعد النجاح والشهرة، بدأت تتضح ملامح مهمة لمدرستهما الغنائية في المهرجانات. ومن هنا، يحاولان مع حمادة هلال عبر مهرجان أقرب للبوب الغنائي، لا في الشكل الموسيقي وحسب، وأيضاً في الإطار العام من الكلمات وطريقة الأداء والموضوعات المطروحة. باختصار، شكل من أشكال تهذيب وتنقيح المهرجانات، وهو شيء قائم على نزع خصوصيتها التي تنفرد بها عن البوب أو الشعبي، بالطبع إلى جانب الخصوصية في الموسيقى.
اقــرأ أيضاً
لكن خياره هذه المرة بدا شجاعاً، إذ قرر اللجوء إلى عالم المهرجانات، وبالتحديد إلى أحد أهم الضلوع الرئيسة في المهرجانات؛ أوكا وأورتيجا. فجاءت الأغنية من كلمات أوكا وألحان وتوزيع أورتيجا، لتكون التجربة الأولى لغناء فنان تقليدي لمهرجان خارج حدود الإعلانات أو عمل درامي.
حتى الفيديو كليب والكلام كانا بسيطين؛ يمثّلان، بشكل طريف، جزءاً من مشهد مصريّ تقليدي يومي: شُرب الشاي الذي يعتبر جامع المصريين على اختلاف انتماءاتهم الطبقية، وصولاً إلى مشاهد الفيديو، حيث يمثّل هلال حياة مواطن بسيط، يقضي يومه بين القهوة وخطيبته وأمه والميكروباص.
تتحايل الأغنية على عالمين من الغناء، عالم الأغنية الشعبية التي يقدمها حمادة هلال، وعالم المهرجانات الذي يقدمه أوكا وأورتيجا، فتتحرك بين هذا وذاك.
ويبدو أن هلال يعي جيداً أهمية المهرجانات ونجاحها جماهيرياً، وتحوّل فنانيها إلى نجوم شعبيين، مثل علاء فيفتي والسادات، ومحمد رمضان (المكتسح بالأرقام). هكذا، جاء توجّه حمادة إلى أوكا وأورتيجا لتقديم مهرجان، مشابه لما فعله رمضان مع المدفعجية.
وبعيداً عن العمل نفسه، من الواضح أن الطرفين، أي حمادة هلال وأوكا وأورتيجا، كانا يبحثان عن بعضهما؛ فهلال يبحث عن إنتاج يقدم من خلاله موسيقى المهرجانات بسبب أهميتها الشعبية وسيطرتها على السوق الموسيقي وعلى المشاهدات والنجاح حالياً، أمّا أوكا وأورتيجا، فبعد النجاح والشهرة، بدأت تتضح ملامح مهمة لمدرستهما الغنائية في المهرجانات. ومن هنا، يحاولان مع حمادة هلال عبر مهرجان أقرب للبوب الغنائي، لا في الشكل الموسيقي وحسب، وأيضاً في الإطار العام من الكلمات وطريقة الأداء والموضوعات المطروحة. باختصار، شكل من أشكال تهذيب وتنقيح المهرجانات، وهو شيء قائم على نزع خصوصيتها التي تنفرد بها عن البوب أو الشعبي، بالطبع إلى جانب الخصوصية في الموسيقى.
حقّق الثنائي شهرته الواسعة في مهرجان "العب يلا" الذي حمل الكثير من المواعظ والنصائح، لكن نجاحه وموسيقاه وإيقاعه غطت على كل هذه النصائح الأخلاقية. وبعد "العب يلا"، كان عليهما البحث عن خطوات جديدة تبقيهما على قمة الهرم الخاص بموسيقى المهرجانات، فجاء التعاون مع هلال كمحاولة لدخول عالم وجمهور البوب، مع كلمات وموسيقى يقبلها المجتمع.
مع هذا الانتصار للمهرجانات في دخولها عالم البوب، والهزيمة أيضاً في تنقيحها وتعديلها وتهذيبها وسحب خصوصيتها، جاءت الأغنية متخبطة بين عالمين، المهرجان على استحياء، بين الإيقاعات والأورغ، ممزوجاً بأثر من الأغنية الشعبية، كي يؤكد حمادة هلال على مكانته القديمة وإمكانياته وهويته. نجحت الأغنية ببساطة بهذه الخلطة السحرية، وإن كانت علامات استفهام عدة تحوم حولها من الناحية الفنية والموسيقية.