"أطباء بلا حدود": القرار الأميركي بإبعاد طالبي اللجوء للمكسيك يهدد حياتهم

10 يوليو 2019
يحاولون العبور من حدود المكسيك للولايات المتحدة(توماس واتكنز/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" إدانتها لقرار الولايات المتحدة والمكسيك بإجبار طالبي اللجوء على العودة إلى نويفو لاريدو، إحدى أخطر مدن المكسيك، حيث يقع اللاجئون وطالبو اللجوء باستمرار ضحية الجماعات الإجرامية ويتعرّضون للابتزاز والتعذيب والاغتصاب والقتل.

ونددت المنظمة في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، بالقرار المشترك المتخذ بين حكومتي المكسيك والولايات المتحدة والذي يقضي بتوسيع نطاق سياسة تُجبر طالبي اللجوء في الولايات المتحدة على انتظار إتمام الإجراءات القانونية في مناطق يسودها العنف في المكسيك، ما يُعرّضهم بالتالي لخطر شديد.

ولفت البيان إلى أن اتفاق البلدين على توسيع نطاق سياسة "البقاء في المكسيك" (المعروفة رسمياً باسم "بروتوكولات حماية الهجرة") لتشمل نويفو لاريدو، وهي مدينة حدودية في ولاية تاماوليباس تُسيطر عليها الجماعات الإجرامية، يعرض طالبي اللجوء باستمرار في نويفو لاريدو للسرقة والاعتداء والابتزاز والاختطاف والقتل.

وذكرت ماريا هيرنانديز العاملة لدى "أطباء بلا حدود" في المكسيك، "إنّ إعادة طالبي اللجوء إلى المكسيك وإجبارهم على البقاء في نويفو لاريدو يعتبر سياسة غير مقبولة". وقالت: "تضع هذه السياسة الفئات الضعيفة في المناطق تحت سيطرة المنظّمات الإجرامية التي ترى المهاجرين كسلعة ومصدر دخل".

وتشير بيانات المرضى الخاصة بالمنظّمة إلى أنّه من يناير/كانون الثاني حتّى مايو/أيّار 2019، تعرّضت نسبة تفوق 45 في المائة من إجمالي 378 مريضاً عالجتهم المنظّمة في نويفو لاريدو لحادثة واحدة على الأقل من العنف في المدينة بينما كانوا بانتظار العبور إلى الولايات المتحدة. ووقع ضحية الاختطاف 45 شخصاً (12 في المائة) من المرضى الـ 378 الذين عالجتهم المنظّمة في إطار برامجها التي تُعنى بالصحة النفسية لعام 2019، وإن 26 حالة من بين هذه الاختطافات حصلت خلال الأيام السبعة السابقة لموعد استشارة الصحة النفسية.

وتابعت هيرنانديز "لا يخرج معظم مرضانا إلى الشارع بسبب خطر الاختطاف الوشيك". ولفتت إلى أن "طالبي اللجوء الذين نعالجهم ونُقدّم الاستشارات لهم هم من بلدان متعدّدة تشمل كوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون والمكسيك. ومما لا شك فيه أنّ أكثر الذين يتعرّضون للاختطاف هم الأشخاص من أميركا الوسطى وهم بالتحديد الذين سيُعادون إلى المكسيك بأعداد كبيرة بسبب سياسة "البقاء في المكسيك".

نويفو لاريدو ليست مكاناً آمناً

وحذّرت منظّمة "أطباء بلا حدود" من أنّه لا يمكن لمدينة نويفو لاريدو أن تتحوّل إلى مدينة استقبال لطالبي اللجوء في الولايات المتحدة والباحثين عن الحماية. وتقول هيرنانديز، "لا يمكن اعتبار المكسيك "بلداً آمناً" للأفراد الفارين من العنف، وتاماوليباس خير مثال على ذلك".

وأشار البيان إلى أن نظام توصيات السفر التابع لوزارة الخارجية الأميركية يُصنّف ولاية تاماوليباس في الفئة الرابعة – أي مستوى التحذير الأعلى المُستخدم غالباً للبلدان في حالة حرب- ويُحذّر سكان الولايات المتحدة من السفر إلى هناك بسبب ارتفاع معدل الجريمة وخطر الاختطاف.

ووفقاً لشهادات مرضى المنظّمة، فإنّ الجماعات الإجرامية تستهدف المهاجرين وطالبي اللجوء فور وصولهم إلى نويفو لاريدو.

وقالت هيرنانديز: "يتمّ اختطافهم في محطات الحافلات". وأضافت "يتم احتجازهم من أجل تعريضهم لعمليات الابتزاز والضرب والاعتداء. ويتعرّض البعض لتهديدات بالقتل ويتم احتجاز آخرين لفترات طويلة لأغراض العمل القسري أو يتم استغلالهم جنسياً أو تجنيدهم قسراً على يد المنظّمات الإجرامية".

وأدانت منظّمة أطباء بلا حدود الأسبوع الفائت المداهمات والاعتقالات الجماعية للمهاجرين التي تنفذها السلطات المكسيكية على الحدود الجنوبية للبلد مع غواتيمالا. وهذه الأنواع من المداهمات والاعتقالات للمهاجرين العابرين للطرقات السرية تُعرّضهم للمزيد من المخاطر التي تشمل الوقوع ضحية العصابات الإجرامية العاملة في مجال الاتجار بالبشر كما تحرمهم من الحصول على الخدمات الصحية.

تدعو منظّمة "أطباء بلا حدود" سلطات المكسيك والولايات المتحدة إلى وضع حماية البشر والمساعدات الإنسانية في صميم سياسات الهجرة التي تعتمدها. ويترتب على القرارات التي اتّخذتها هاتان الإدارتان لمواجهة هذه الأزمة عواقب إنسانية وخيمة، فهي تزيد من معاناة آلاف الأشخاص الفارّين من بلدانهم وتُعرّض حياتهم للخطر.