بدأت فعاليات الحملة الدولية لتحرير المعتقلين بسجن العقرب، والذي يعرف إعلامياً بـ"غوانتانمو مصر"، بعدة لغات، يتبناها عدد من النشطاء والحقوقيين الدوليين، وفق ما أكدته "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات".
وتهدف الحملة التي تحمل عنوان "أغلقوا سجن العقرب" لتفعيل التواصل مع شعوب العالم، ونقل معاناة المعتقلين، وتستمر أيام 18-20 مارس/ آذار، وتشارك فيها أسر المعتقلين بالعقرب، ونشطاء حقوقيون من أنحاء العالم.
وتأتي هذه الحملة رداً على الانتهاكات المتصاعدة ضد المعتقلين، إذ تزايد العنف المستخدم بحق معارضي السلطات المعتقلين في السجون المختلفة، دون مساءلة عادلة لأي من الضالعين في تلك الانتهاكات.
وحول فعاليات الحملة قالت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، إن "الفعالية التي تشارك فيها أسر المعتقلين ونشطاء من الداخل والخارج تأتي في إطار سلسلة متواصلة من الجهود لوقف الانتهاكات ضد المعتقلين في سجن العقرب، والذين دخلوا في إضراب عن الطعام، منذ أكثر من أسبوعين، دون أي استجابة من قبل وزارة الداخلية المصرية، لمطالبهم العادلة في معاملة لائقة وإنسانية لهم ولذويهم".
ودعت عبد الجواد "أسر المعتقلين في السجون الأخرى إلى التفاعل والمشاركة في الإضراب؛ للمطالبة بحقوقهم وحقوق معتقليهم، والتواصل مع وسائل الإعلام والجهات الحقوقية والأشخاص في الخارج، لنشر قضية الانتهاكات داخل السجون، وتفعيل حملة إغلاق سجن العقرب".
واعتبرت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" أن "ما يحدث داخل سجن العقرب هو جريمة في حق الإنسانية، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة في التعامل مع المسجونين".
وأضافت "كنا لا نملك أي صور من داخل السجن، فإن عدد القتلى بلغ 15 في عام 2015 بسبب سوء حالة السجن، وافتقاده أبسط المعايير الدولية لحقوق السجناء، بالإضافة إلى الإهمال الطبي وسوء التغذية".
وأكدت أن "صور المعتقلين التي ظهرت مؤخرا أثناء المحاكمات تظهر مدى الانتهاكات التي يتعرضون لها، وأنهم لا يحصلون على أبسط حقوقهم من العلاج والغذاء والملبس المناسب".
إلى ذلك، ذكرت رابطة "أسر معتقلي العقرب" في صفحتها على "فيسبوك" أن "المعتقل خليل أسامة محمد العقيد، وشهرته عمرو العقيد، (25 عاماً) تعرض أمس، لتدهور صحي، إذ أصيب بنزيف في المخ وفقدان للذاكرة، نتيجة سوء أوضاع حبسه في سجن العقرب، دون أن تتحرك إدارة السجن بأي إجراء".
ويقضي العقيد عقوبة السجن المؤبد في القضية المعروفة باسم "التخابر مع حماس".
ويشهد سجن العقرب انتهاكات واسعة بحق المعتقلين وذويهم، وهو الأمر الذي دفع كثيراً من المعتقلين للدخول في إضراب شامل عن الطعام، بينهم بعض القيادات الإسلامية والمسؤولين السابقين.
ورصدت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" تعرض المعتقلين إلى معاملة قاسية من الضرب المبرح والتعذيب لمحاولة انتزاع اعترافات، والذي راح ضحيته ما يزيد عن 200 معتقل منذ أحداث 30 يونيو/ حزيران من عام 2013، إضافة إلى احتجاز في أماكن غير آدمية، والإهمال الطبي وتردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون للمعتقلين المصابين بأمراض مختلفة، كالقلب والسرطان وأمراض أخرى خطيرة، ما تسبب في وفاة العشرات.
ورصد حقوقيون معاناة المعتقلين داخل سجن العقرب، من التعرض للضرب المبرح بالعصي والهروات والصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد.
وتسببت ظروف المعيشة غير الآدمية في السجن إلى إصابة عدد كبير من المعتقلين بأمراض مزمنة، تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة ومتابعة طبية خاصة، إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات.
اقرأ أيضاً: مصر..أسر معتقلي "العقرب": يواصلون معركة البطون الفارغة