تحيل مفردة "الأنطولوجيا" حين تقرن بالشعر إلى ذلك المسح الذي يحاول أن يرسم مشهداً شعرياً من خلال انتقاء مجموعة موسّعة من نصوص شعراء فترة معينة. لعل الذوق الشعري العالمي في العقود الأخيرة، نما على مثل تلك الأنطولوجيات التي تقسّم الشعر إلى عهود وبلدان وأحياناً إلى مدارس.
في الأثناء، توسّعت نظريات الشعر وتطوّرت تقنياته في احتكاكاته مع الوسائل والوقائع الحديثة، فهل أن الأنطولوجيات الشعرية تستطيع أن تعكس ذلك؟
ذلك هو المشروع الذي أطلقته مؤسسة "بيت الشعر الفرنسي" منذ أشهر، بعنوان "أنطولوجيا الشعر الفرنسي في القرن الحادي والعشرين"، وتركّز حلقاته الأولى على تغيّرات الشكل، ومنها يجري مسح مشهد الـ 16 عاماً التي انقضت من القرن الجديد.
الحلقة السادسة، تقام يوم غد في المقر الرئيسي من "بيت الشعر" في باريس، وهي تحمل عنوان "توزيع القصيدة وتقسيمها"، ويشارك فيها عدد كبير من الشعراء، كما طُلب من بعضهم ترشيح الأعمال التي تحيل إلى تغيّرات لافتة في هذا الاتجاه. من هؤلاء: صوفي لوازو ولوسيان صامويل ونيكولا تاردي وجان شارل دوبول وماري إتيان.
ضمن فكرة هذه الأنطولوجيا، يدعو المشرفون عدداً من الشعراء خلال كل حلقة إلى إنتاج مشاريع عروض لمسرحة قصائدهم. إضافة إلى ذلك، يجري بالتوازي مع حلقة يوم غد تنظيم دورة جديدة من "سوق الشعر"، وهي تظاهرة دوريّة تهتم بالمجالات الاقتصادية المترابطة مع الشعر مثل النشر والإعلانات وغيرها.