صرّح الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، الخميس، بأن المنظمة ترى أن سوق النفط تتلقى إمدادات كافية، لكنه حذر من أنها قلقة بشأن حدوث تخمة معروض العام المقبل، ما يشير إلى أن المنتجين ليسوا متعجلين لتمديد اتفاق يونيو/حزيران بشأن زيادة الإنتاج.
وارتفعت أسعار النفط هذا العام بفعل توقعات بأن تضغط العقوبات الأميركية على طهران على الإمدادات عبر خفض شحنات ثالث أكبر منتج في أوبك. وبلغ خام برنت الأسبوع الماضي 86.74 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 2014.
وتراجعت أسعار النفط الخميس، إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين، مواصلة الخسائر من الجلسة السابقة، وسط اضطرابات في أسواق الأسهم العالمية ومع تأثر الأسعار أيضاً بتقرير يظهر ارتفاع مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع.
وانحسرت المخاوف بشأن المعروض بعد نجاة أصول النفط على ما يبدو من الإعصار مايكل الذي ضرب فلوريدا، وإن تسبب في حالة وفاة واحدة على الأقل وأضرار واسعة النطاق.
واليوم أيضاً، نزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 91 سنتاً أو 1.2% إلى 72.26 دولاراً بعد أن تراجعت أيضاً إلى أقل سعر منذ 27 سبتمبر/أيلول. وانخفض الخام 2.4% في الجلسة السابقة.
وقال محمد باركيندو الأمين العام لأوبك، خلال مؤتمر النفط والمال في لندن، إن هناك الكثير من العوامل غير الأساسية التي تؤثر على سوق النفط خارج سيطرة المنتجين، مضيفاً في إفادة صحافية أن "السوق تتحرك بناءً على فرضية احتمال حدوث نقص في المعروض. السوق ما زالت تتلقى إمدادات كافية".
وبالنسبة لتوازن العرض والطلب في العام المقبل، قال باركيندو "التوقعات للعام 2019 تظهر بوضوح احتمال حدوث إعادة بناء للمخزونات".
على نحو منفصل، حدَّثت أوبك توقعاتها للعرض والطلب على النفط اليوم، لتخفض تقديرات الطلب للعام القادم بسبب تحديات اقتصادية مثل النزاعات التجارية وتقلبات الأسواق الناشئة، وأشارت إلى فائض في المعروض.
ويقول المحللون وبعض أعضاء أوبك إن أحد العوامل التي تعزز الأسعار كان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة فرض العقوبات على إيران.
وطالب ترامب أوبك بتهدئة أسعار النفط عن طريق ضخ المزيد. ورداً على سؤال بشأن ما إن كان انتقاد ترامب لأوبك مجحفاً، قال باركيندو "السوق حالياً تتحرك إلى حد كبير بفعل قرارات تُتخذ في أنحاء أخرى".
وقالت أوبك في تقريرها إن إنتاج المنظمة زاد 132 ألف برميل يومياً في سبتمبر/أيلول إلى 32.76 مليون برميل يومياً، وهو الأعلى منذ بداية العام رغم أن المنتجين لم يزيدوا الإنتاج بعد بما يكفي للوصول إلى امتثال بنسبة 100%.
ورداً على سؤال بشأن ما إن كان المنتجون في حاجة لتجاوز نسبة الالتزام الكامل بالاتفاق قال باركيندو إنهم يتحركون خطوة خطوة.
وأضاف: "يتعين أن نواصل التقييم لنرى كيف ومتى يمكننا تحقيق نسبة التزام مئة بالمئة وكيفية استجابة السوق ونأمل أن تتلاشى بعض هذه العوامل غير الأساسية حينها". وقال: "نظل ملتزمين بما اتفقنا عليه في يونيو/حزيران".
عوامل معاكسة عام 2019
تعقد أوبك اجتماعها المقبل في ديسمبر/كانون الأول لاتخاذ قرار بشأن سياستها للعام القادم. وفي التقرير الصادر اليوم، خفضت أوبك تقديرها للطلب في 2019 على نفطها إلى 31.8 مليون برميل يومياً بسبب ضعف الطلب وزيادة الإنتاج من خارج المنظمة.
وبشأن ما إذا كان يجب على أوبك مواصلة إنتاج النفط بالمعدل المسجل في سبتمبر/أيلول، يشير التقرير إلى فائض في المعروض بنحو مليون برميل يومياً في 2019، رغم أن هذا يسبق حدوث أي خفض كبير في الإنتاج الإيراني.
وضخت إيران 3.45 ملايين برميل يومياً في سبتمبر/أيلول وفقاً للأرقام في تقرير أوبك الصادر اليوم، بانخفاض قدره 150 ألف برميل يومياً بالمقارنة مع أغسطس/آب.
وتراجع إنتاج إيران لما دون 2.7 مليون برميل يومياً في ظل العقوبات السابقة التي رُفعت بعد الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وقال باركيندو إن منتجي النفط يشعرون بالقلق بشأن مستويات الطاقة الإنتاجية الفائضة، الضرورية لتعويض أي نقص مفاجئ في الإمدادات، مع استمرار انخفاض الاستثمار بقطاع النفط.
وأضاف رداً على سؤال بشأن الطاقة الفائضة "يساورنا قلق كبير" مشيراً إلى استمرار انخفاض الاستثمار بقطاع النفط الناجم عن تراجع السوق الذي بدأ منذ 2014.
والسعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول، هي المنتج الوحيد للخام الذي لديه طاقة فائضة كبيرة متاحة لإمداد السوق إذا اقتضت الضرورة.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال هذا الشهر إن المملكة ستستثمر 20 مليار دولار في السنوات القليلة القادمة للحفاظ على طاقتها الفائضة لإنتاج النفط وزيادتها.
(رويترز)