قالت مصادر من "أوبك" ومنتجون متحالفون معها، إنّ المنظمة وحلفاءها بقيادة روسيا يقتربون، اليوم الخميس، من الاتفاق على زيادة خفض إمدادات النفط، العام المقبل، لدعم أسعار الخام ومنع حدوث تخمة.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، اليوم الخميس، في فيينا، ويلي ذلك اجتماع مع روسيا وآخرين في المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، يوم الجمعة.
وتخفض أوبك الإنتاج، منذ 2017، للتصدي لازدهار الإنتاج من الولايات المتحدة، التي أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم.
وتهدد زيادة في الإنتاج من الولايات المتحدة ودول من خارج أوبك مثل البرازيل والنرويج بتفاقم الزيادة في المعروض، العام المقبل.
وقبيل انطلاق اجتماع "أوبك"، ذكرت وزارة الطاقة الروسية على "تويتر"، أنّ الوزير ألكسندر نوفاك، أبلغ نظيره السعودي، اليوم الخميس، أنّه يتعين على بلديهما مواصلة التعاون.
واجتمع نوفاك مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في فيينا، قبل بدء اجتماع يستمر يومين لـ"أوبك" وحلفائها لتحديد كيفية دعم أسواق الطاقة.
وامتنع نوفاك عن التعقيب، اليوم الخميس، حين سئُل عما إذا كانت روسيا تدعم الاتفاق الحالي لـ"أوبك+" أم أنها تميل إلى زيادة التخفيضات في اجتماع "أوبك+" الذي يُعقد في فيينا.
وقال نوفاك الذي كان يتحدث في العاصمة النمساوية، إنّ موقف روسيا سيصبح "أكثر وضوحاً"، في وقت لاحق اليوم الخميس.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت "رويترز"، أنّ "أوبك+" ستبحث زيادة تخفيضات إنتاج النفط بأكثر من 400 ألف برميل يومياً كتصور رئيسي، بحسب مصدرين.
وأثارت تحركات "أوبك"، في السابق غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب مراراً السعودية، أكبر منتج في المنظمة، بخفض أسعار النفط إذا كانت الرياض تريد الحصول على دعم عسكري من واشنطن في مواجهة غريمتها إيران.
كما أنّ الخلاف التجاري المستمر بين واشنطن وبكين، يلقي بظلاله على الآفاق الاقتصادية لعام 2020 وكذلك الطلب على النفط.
وفي وقت لاحق قال مصدران في "أوبك+"، لـ"رويترز"، اليوم الخميس، إنّ المجموعة ستبحث زيادة تخفيضات الإنتاج البالغة 1.2 مليون برميل يومياً.
وأكد المصدران أن "أوبك" وحلفاءها بقيادة روسيا سيبحثون، الخميس، زيادة تخفيضات إنتاج النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يومياً. وأضاف المصدران أنّ هذا هو التصور الرئيسي في مناقشات اليوم.
غموض روسي
ولم توافق روسيا غير العضو في المنظمة بعد على تمديد التخفيضات أو زيادتها عن المستوى الحالي الذي تعهدت به ويبلغ 228 ألف برميل يومياً إذ تقول الشركات الروسية إنها تجد صعوبة في خفض الإنتاج خلال أشهر الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة.
وأبلغ مصدر مطلع على تفكير روسيا، "رويترز"، أنّ موسكو ستتوصل على الأرجح إلى اتفاق مع "أوبك" هذا الأسبوع وأنهما بحاجة فقط لتسوية بضع مسائل قائمة.
وإحدى النقاط الخلافية بالنسبة لروسيا هذه المرة هي كيفية حساب إنتاجها إذ تتضمن بياناتها مكثفات الغاز بينما لا يفعل منتجون آخرون ذلك.
إيران تدعم
وعلى مستوى الموقف الإيراني من مقترح تخفيض الإنتاج النفطي، ذكر الموقع الإلكتروني التابع لوزارة النفط الإيرانية "شانا"، نقلاً عن مبعوث إيران لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، اليوم الخميس، أنّ طهران ستدعم قرار الأغلبية من أعضاء المنظمة بخفض إنتاج النفط. وقال حسين كاظم بور أردبيلي ممثل إيران لدى "أوبك" "تدعم إيران قرار الأغلبية بشأن خفض إنتاج النفط".
وقال مصدر مطلع، اليوم الخميس، إنّ وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، سيجتمع مع أمين عام منظمة "أوبك" محمد باركيندو، في وقت لاحق، ولم يتحدث زنغنه، للصحافيين، إبان وصوله إلى فيينا لحضور قمة منظمة "أوبك".
وقال العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في "أوبك"، الثلاثاء، إن السعودية تدعم خفض الإنتاج 1.6 مليون برميل يومياً أو ما يعادل 1.6% من الطلب العالمي.
وينتهي العمل بالاتفاق الحالي، في مارس / آذار المقبل، وقالت مصادر ومندوبون في "أوبك" إن الاتفاق الجديد قد يُمدد إلى يونيو/ حزيران، أو حتى نهاية 2020.
وامتنع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، حتى الآن، عن التعقيب على مسائل السياسة في فيينا.
ضغوط سعودية
تحتاج المملكة العربية السعودية لأسعار نفط أعلى لدعم إيرادات الميزانية، والطرح العام الأولي لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة "أرامكو"، والذي من المقرر تسعيره، اليوم الخميس.
ودعمت تحركات "أوبك" أسعار الخام عند ما بين 50 و75 دولارا للبرميل تقريباً على مدى العام الفائت. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت اليوم قرب 63 دولاراً للبرميل.
وقالت مصادر في "أوبك" أيضاً إنّ الرياض تضغط على العراق ونيجيريا العضوين في المنظمة لتحسين امتثالهما للحصص ما قد يتيح خفض 400 ألف برميل إضافي.
تراجع الأسعار
في غضون ذلك، تراجعت أسعار النفط في تداولات هادئة قبيل محادثات "أوبك"، لتقلص بعض المكاسب الكبيرة التي حققتها في الجلسة السابقة بفعل احتمال اتفاق المنتجين على مزيد من خفض الإنتاج وهبوط حاد في مخزونات الخام الأميركية.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت عشرة سنتات أو 0.2% إلى 62.90 دولارا للبرميل بحلول الساعة 05,47 بتوقيت غرينتش. وكان برنت قد صعد 3.6%، أمس الأربعاء.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتاً أو 0.4% إلى 58.21 دولار للبرميل. وكانت قد صعدت 4.2%، أمس الأربعاء.
وعادت الأسعار الآن تقريباً إلى مستوياتها، قبل أسبوع، قبل أن تتراجع بفعل عدم إحراز تقدم على صعيد وضع حد للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة المستمرة منذ 17 شهرا والتي أثرت في النمو العالمي والطلب على النفط.
وارتفعت أسعار النفط، أمس الأربعاء، بعد تراجع المخزونات الأميركية أكثر من المتوقع حسبما أفادت أرقام رسمية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت 4.9 ملايين برميل، الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات لانخفاض قدره 1.9 مليون برميل في استطلاع لـ"رويترز".
(رويترز، العربي الجديد)