في الحالة الأردنية؛ انطلقت الدورة الثالثة والعشرين من "أيام الفرنكوفونية" في التاسع من الشهر الجاري، وتتواصل حتى الحادي والثلاثين منه في توّجه ينقسم إلى ثلاثة مستويات؛ أولها الاهتمام بتعليم الفرنسية التي تشير آخر الإحصائيات إلى وجود حوالي 40 ألف طالب يدرسونها في أكثر من 200 مدرسة هي مرشحّة للازدياد في ضوء الاتفاقيات الموقّعة في مجال التعليم المدرسي والجامعي أيضاً بين عمّان وباريس.
ثانياً، تتركز بعض الفعاليات على تقديم فنون الطهي والموسيقى والسينما التي تعّرف أكثر بالمجتمع الفرنسي وثقافته، وبالضرورة نمط عيشه الذي لا يزال يجتذب فئات اجتماعية عدّة، وثالثاً توسيع دائرة السفارات التي ترعى التظاهرة من أجل إبراز وجوه الفرنكوفونية المتعدّدة، حيث تشارك في تنظيمه هذا العام سفارات بلجيكا وكندا ورومانيا والمغرب وتونس ولبنان، إضافة إلى السفارة الفرنسية.
تحت شعار "الإبداع والمشاركة"، تُعرض مجموعة من الأفلام منها "أليف" (2012) لـ أدريان سيتارو من رومانيا، و"روزالي بلوم" (2016) لـ جوليان رابينيو من فرنسا، "تالة حبيبتي" (2016) لـ مهدي هميلي من تونس والذي يتناول أحداثاً حقيقية وقعت في بلدته حين اندلعت الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
كما يُعرض فيلم "أفراح صغيرة" (2015) لـ محمد الشريف الطريبق من المغرب وهو يعود إلى فترة الخمسينيات عبر الدخول في مساحات مسكوت عنها، و"الفرسان البيض" (2015) لـ يواكيم يافوس من بلجيكا والذي يروي واقعة تورط منظمة فرنسية غير حكومية في اختطاف أكثر من 100 طفل من إقيلم درافور في السودان إلى تشاد، ومحاولة تهريبهم من هناك نحو فرنسا.
يُعقد أيضاً لقاء مع الفوتوغرافية والفنانة التشكيلية اللبنانية لمياء زيادة (1968) لمناقشة كتابها "يا ليل يا عين" (2012) الذي يحتوي مجموعة قصص عن مطربات عربيات اشتهرن منذ مطلع القرن العشرين وحتى نهاية عام 1979، في محاولة لتسليط الضوء على دورهن في ظلّ المتغيّرات الثقافية والاجتماعية التي شهدتها المدن التي عشن فيها كالقاهرة والإسكندرية وبيروت والقدس ودمشق.
بمناسبة مرور مئة عام على الموسيقييْن الفرنسيْن كلود ديبوسي (1862 – 1918) وليلي بولانجيه (1893 – 1918)، يقام حفل لتقديم عدد من أعمالهما تشارك فيه عازفة البيانو رانيا عجيلات ومغنية السوبرانو ديما بواب من الأردن.