نشر القيادي وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وعضو اللجنة الإدارية العليا للجماعة، المعروفة إعلامياً باسم القيادة الشبابية، محمد كمال، تسجيلاً صوتياً، اليوم الثلاثاء، أعلن فيه تخليه عن مواقعه القيادية بالجماعة، داعياً في الوقت ذاته قيادات المرحلة السابقة، إلى التراجع خطوة للوراء، وتقديم الشباب لإدارة الجماعة.
وقال كمال في التسجيل، والذي يعد الأول من نوعه منذ مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/ آب 2013، إن "الإخوان وشبابهم بايعوا الله وصدقوا في بيعتهم، ووقفوا مجاهرين بالحق في وجه سلطان جائر".
وأوضح أنه كان مسؤولاً لأول لجنة إدارية تم تشكيلها لإدارة شؤون الجماعة، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي "استعملني الله أن أكون مسؤولا على اللجنة الإدارية العليا الأولى في فبراير/ شباط 2014 حتى طاولتهم أيادي الظالمين فارتقى منهم شهداء وأسر منهم آخرون"، على حد تعبيره.
وتابع: "ثم تم اختياري عضوا باللجنة الإدارية العليا في أكتوبر/ تشرين الأول 2015" وهي اللجنة محل الخلاف حاليا بين ما يعرف بجبهة الشباب وجبهة القيادة التاريخية التي يقودها الدكتور محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة.
وطالب كمال اللجنة الإدارية العليا بإعفائه من منصبه الحالي كعضو بها، مضيفا أنه "لن أتقدم لأي منصب في الإدارة القادمة للجماعة"، داعيا في الوقت ذاته قيادات المراحل السابقة بأن يسلموا راية القيادة لشباب الجماعة.
وقال إن "شباب الجماعة أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وحملوا الراية بقوة"، مضيفا "هم قادة الميادين وفرسان المرحلة".
وأكد كمال على أنه لم يكن متمسكاً بمناصب خلال الفترة الماضية: "لم أكن حريصاً على منصب هو مغرم في يوم من الأيام، ولكني أردت الدفاع عن مؤسسية القرار داخل الجماعة وتصحيح أوضاع خاطئة وممارسات أضرت بالجماعة وسمعتها"، مطالباً أعضاء الجماعة بـ"عدم الالتفاف حول الأشخاص، ولكن حول المبادئ".
وشدد على أن "عجلة الإصلاح داخل الجماعة بدأت في الدوران"، قائلاً: "إن كافة المبادرات التي تم طرحها والخاصة بحل أزمة الجماعة وفي مقدمتها مبادرة الدكتور يوسف القرضاوي، وأعضاء المكاتب الإدارية، اجتمعت على تقديم الشباب وتراجع القيادات خطوة للوراء حتى تستمر الجماعة شابة وثائرة".
واختتم بالقول: "ها هم شباب الجماعة يقفون اليوم على أعتاب استلام قيادة أكبر جماعة إسلامية في التاريخ الحديث.. هم أهل لذلك حيث يتقدمون صفوف إخوانهم ويبذلون من أمنهم وأرواحهم".