ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، في تقرير لها اليوم السبت، أن ضابط الاستخبارات السابق، كريستوفر ستيل، المنسوب له إعداد ملف الاتصالات السرية بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب والسلطات الروسية، شعر بالقلق لأنه لم يتلقَّ أموالاً لقاء خدماته.
وأوضحت الصحيفة أن الضابط السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (إم آي 6)، قرر نقل المعلومات التي جمعها لجهازي الاستخبارات البريطانية والأميركية، بعدما أدرك أهمية هذه المعلومات للأمن القومي للبلدين، وخطورة أن يبقى الاطلاع عليها مقتصراً على المعارضين السياسيين للرئيس المنتخب ترامب، الذين استأجروا خدماته.
وقالت الصحيفة إنها علمت من مصدر أمني أن "العميل ستيل شعر بالقلق والإحباط على نحو متزايد بعد شعوره أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتخذ أي إجراء بشأن المعلومات الاستخباراتية التي تصله منه أو من مصادر أمنية أخرى".
وأخبر المصدر الأمني صحيفة "ذا اندبندنت" أن العميل ستيل وصل إلى اعتقاد بوجود عملية تستر داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي، منعت إجراء تحقيق شامل فيما يخص اتصالات ترامب بالسلطات الروسية، مع التركيز بدلاً من ذلك على التحقيق في رسائل البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون.
وذكر تقرير الصحيفة أن السفير البريطاني السابق في روسيا سير أندرو وود، أدى دوراً مهماً في التحقيق في ماضي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وقالت إن السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جون ماكين، تحدث مع السير وود، الذي عمل رئيساً للبعثة الدبلوماسية في موسكو لمدة خمسة أعوام، حول المعلومات الخاصة بعلاقة ترامب بموسكو، ومدى دقة تعرض الرئيس الأميركي المُنتخب للابتزاز بسبب نشاطات جنسية مزعومة.
وحسب الصحيفة "التقى ماكين السفير البريطاني السابق في تشرين الثاني/ نوفمبر، خلال مؤتمر للأمن الدولي عُقد في مدينة هاليفاكس الكندية، بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.
وذكرت أن ماكين سأل أثناء اللقاء السفير وود، عن الملف الذي أعده عميل المخابرات البريطانية السابق "إم آي 6" كريستوفر ستيل، وقدم فيه معلومات مزعومة عن علاقة ترامب بموسكو
وجاء في تقرير "ذي إندبندت" أن السيناتور ماكين، الذي يشغل منصب مدير لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، كان قلقاً مما سمعه، حتى إنه قام بمقابلة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" جيمس كومي، بعد عودته من مؤتمر كندا، ونقل له المعلومات، التي شكلت جزءاً من تقرير التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، الذي قدمته الوكالات الأمنية لكل من الرئيس باراك أوباما والرئيس المنتخب ترامب.
من جانب آخر، قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إن كريستوفر ستيل، 52 عامًا، الضابط السابق في الاستخبارات الخارجية البريطانية "إم آي 6" عمل لسنوات في روسيا وفرنسا تحت غطاء دبلوماسي، وأصبح مديرًا لشركة "أوربيس" - مركز أبحاث استخباراتي - بعد تقاعده، مشيرة إلى أنه مصدر التسريبات المزعومة الخاصة بعلاقة دونالد ترامب، الرئيس الأميركي المنتخب، بروسيا.
وعرف ستيل بأنه صاحب الملف الذي يكشف تفاصيل مزعومة عن امتلاك روسيا لمعلومات يمكن استخدامها لمساومة ترامب تتضمن مقاطع فيديو عن علاقاته بعاهرات في روسيا يمكن استخدامها ضده كوسيلة ابتزاز.
وقالت صحيفة " تليغراف" البريطانية إن ستيل ترك منزله في لندن، قبل ثلاثة أيام، خوفاً من تعرض حياته للخطر بعد الكشف عن هويته، مشيرة إلى أنه يخشى من رد فعل موسكو، رغم أن المركز البحثي الذي يديره رفض إنكار أو إثبات علاقته بملف "بوتين وترامب".
وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت"، فإن ستيل انتقل إلى مكان مجهول بعد هجوم بعض النواب المحافظين عليه، واتهامه بالمشاركة في مؤامرة تسعى لتدمير فرص حكومة تيريزا ماي في بناء علاقة مثمرة مع إدارة ترامب. كما يتهم أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الضابط كريستوفر ستيل، بأنه جزء من مؤامرة معادية لـ"بريكست".