ببحث نظري، يعود وائل حلاق إلى "الاستشراق" عمل إدوارد سعيد التأسيسي في حقل الدراسات الثقافية ما بعد الكولونيالة، وهو بحث صدر مؤخراً في كتاب بعنوان "استئناف القول في الاستشراق: نقد المعرفة الحديثة" وسيصدر بترجمة عربية قريباً عن "الشبكة العربية للأبحاث".
حلاق يتوسع أيضاً في "الاستشراق"، لكي لا يظل معزولاً في الدراسات الثقافية، فيستخدمه في حقول جديدة لنقد القانون والفلسفة، بل ويأخذه إلى مناقشة جوهر بعض الأفكار مثل السيادة والذات، ويتتبع تورط هذه الحقول وانغماسها في الكولونيالية والتدمير المنهجي للعالم الطبيعي.
كما أنه يستجوب ويرسم سياقاً تاريخياً للأسباب التي أتاحت للحداثة تزويج المعرفة من السلطة، وفقاً لبيان "منشورات جامعة كولومبيا" التي صدر عنها الكتاب في تموز/ يوليو الماضي.
الكتاب بمثابة إعادة تفكير في أسس المشروع الحداثي، كما يعيد التفكير في نظرية المؤلف، ومفهوم السيادة، ويعيد موضعة الذات الغربية العلمانية، في سياق هذا المشروع، ويعيد فتح ملف مسألة السلطة والمعرفة من زاوية النقد الأخلاقي.
المراجعات التي ظهرت منذ صدور الكتاب في تموز/ يوليو الماضي ترى فيه محاولة طموحة وجرئية للتفكير في أسس المدارس الأكاديمية، ويناقش الشراكة العميقة التي أصبحت ملموسة وخطرة بين الأكاديميا والرأسمالية والكولونيالية والهيمنة.
يأتي الكتاب في خمسة فصول هي على التوالي "وضع الاستشراق في مكانه"، و"المعرفة والقوة والسيادة الاستعمارية"، و"المؤلف الهدّام"، و"السيادة المعرفية والإبادة الجماعية الهيكلية"، و"إعادة صياغة الاستشراق، إعادة صياغة الموضوع".
يذكر أن وائل حلاق يعمل أستاذاً في جامعة كولومبيا، وهو باحث متخصص في الكتابة عن الشريعة الإسلامية والأخلاق والتاريخ الفكري. من كتبه "الشريعة: النظرية والتطبيق والتحولات" (2009) و"الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة والمعضلة الأخلاقية المعاصرة" (2013)، الذي حاز عنه جائزة الكتاب المتميز لجامعة كولومبيا وقد صدرت ترجمته عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في 2015.