وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في كلمته في اجتماع موسع، إن "الحلف قام بتدريب مئات الضباط العراقيين خلال العام الجاري في الأردن"، مضيفاً أنه "قرر توسيع مهامه في التدريب لتشمل العراق في إطار محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وسيقوم بتقديم إسهامات خاصة".
وذكر ستولتنبرغ أن "طائرات المراقبة والاستطلاع التابعة للحلف بدأت التحليق من قاعدة قونيا في تركيا لتقديم الدعم للتحالف الدولي في الحرب على تنظيم "داعش".
وجاءت تصريحات أمين عام "الأطلسي" عقب انطلاق اجتماعات موسعة في إسطنبول ضمن الدورة 62 للجمعية العامة لحلف شمال الأطلسي التي بدأت السبت الماضي، كما تأتي في وقت يطالب قادة عراقيون، بين آونة وأخرى، المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العسكرية للقوات العراقية، من عمليات تدريب ومهام خاصة، وعتاد وسلاح، لتعزيز قدراتها في مواجهة "داعش".
وذكرت مصادر من وزارة الدفاع العراقية أن "اتفاقات مشتركة تمت بين الحكومة العراقية وحلف الأطلسي مطلع العام الجاري، تقضي بتدريب مئات الضباط العراقيين على عمليات ومهام خاصة في إطار الحرب على الإرهاب".
وقالت المصادر إن "هذه التدريبات تأتي لإعطاء القوات العراقية القدرات والخبرات اللازمة لخوض الحرب ضد "داعش"، الذي لا يزال يسيطر على مساحات واسعة شمال وغرب البلاد.
ويقول الخبراء، إن القوات العراقية بحاجة إلى مزيد من الدعم والتدريب، بسبب قلة خبرة الضباط الميدانيين، وتشكيل المؤسسة العسكرية بعد عام 2003 على أسس غير مهنية، سببت تراجعاً كبيراً لقدرات القوات العراقية.
وشهدت السنوات الماضية عمليات تدريب مستمرة لمئات الضباط من الشرطة والجيش وعناصر الأمن في الأردن، بإشراف خبراء من مختلف دول العالم.
وكان الأردن أعلن موافقته على تدريب القوات العراقية على أراضيه في مارس/آذار الماضي.
وفي السياق، ذكر مسؤولون أردنيون، في وقت سابق، أن "نقاشات أميركية عراقية أردنية مشتركة جرت بهذا الصدد، عبر قنوات متخصصة، وأن الأردن قادر على تدريب القوات العراقية لامتلاكها أفضل مراكز التدريب العسكرية والأمنية".
وكان الأردن استضاف عام 2010 قواتٍ عراقية أشرف على تدريبها في مركز الملك عبدالله للمهمات الخاصة، سبقتها العديد من الدورات التطويرية لضباط وعناصر الأمن والشرطة في الأعوام الماضية.
كما أعلنت واشنطن، سابقاً، عن اختيار الأردن مكاناً لتدريب القوات العراقية.
وكشفت إحصائيات عراقية سابقة عن تخرج نحو 30 ألف جندي وشرطي وضابط عراقي من مراكز التدريب الأردنية بين عامي 2004 و2006 والأعوام التي تلتها.
وكان العراق يمتلك أفضل مراكز التدريب العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط قبل عام 2003، أبرزها الكليتان العسكريتان الأولى والثانية، التي تخرج منها عدد من زعماء وقادة ورؤساء الدول العربية في العقود الماضية، فضلاً عن عشرات مراكز التدريب الأمنية والعسكرية المتخصصة.
وشهدت المؤسسة العسكرية والأمنية في العراق بعد عام 2003 انهياراً تاماً، عقب إصدار الحاكم المدني الأميركي، بول بريمر، قراراً قضى بحل كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية في العراق، ما تطلب تدريب القوات العراقية لاحقاً في أحد البلدان المجاورة بعد تأسيس قوات الحرس الوطني، التي تحولت لاحقاً إلى الجيش العراقي.