تابع ضابط الإسعاف، أنور أبو سليمان، من غزة، أحداث فيلم "الإسعاف"، الذي يروي المعاناة، التي تتعرض لها الكوادر الطبية، باهتمام بالغ، وقد ظهرت على وجهه علامات الحزن، عندما رأى مشهد زملاء له استشهدوا في أثناء أداء واجبهم المهني.
أبو سليمان حضر، إلى جانب عدد كبير من زملائه، عرض الفيلم الذي أنتجه مركز الميزان لحقوق الإنسان، لتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية بحق كوادر الإسعاف، خلال الأزمات والحروب، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية.
أصوات الإسعافات والاستغاثة غلبت على الفيلم الذي أثّر في الحضور، خاصة مشاهد الرُّعب التي عاشتها الكوادر الطبية، التي تعرضت للقصف الإسرائيلي المباشر، في أثناء أداء واجب إسعاف المصابين، دون أن تحول شارة الإسعاف، أو ملابس المسعفين، بينهم وبين الاستهداف.
وقال الضابط أبو سليمان، لـ"العربي الجديد"، إن الفيلم نكأ جراحه وجراح زملائه، عندما شاهدوا الظلم والقتل الذي تعرض له زملاؤهم، مشيراً إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحقهم في مختلف أماكن تواجدهم، سواء خلال الحروب في غزة، أو خلال الانتفاضة في الضفة.
وأظهر الفيلم استهداف 24 سيارة إسعاف بشكل كلي، واستشهاد 11 مسعفاً خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، إلى جانب تدمير 35 منشأة طبية، دُمرت منها سبعة بشكل كلي و28 بشكل جزئي، منبهاً إلى تأخر وصول الإسعاف عن 511 شهيداً من إجمالي الشهداء، الذين بلغ عددهم 2219.
كما تطرق الفيلم إلى الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، حيث تحظر اتفاقية جنيف الرابعة الصادرة في 12 أغسطس/آب 1949، الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وأعمال القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب ضد الأشخاص المحميين بموجب تلك الاتفاقية.
وأظهر أن الاتفاقية توفر نطاق حماية خاصة لرجال المهمات الطبية وطواقم الإغاثة الإنسانية، وذلك من المادة 14 وحتى المادة 24 منها، وتكفل احترام مبدأ حرية الحركة والتنقل لرجال المهمات الطبية، والعمل على توفير التسهيلات اللازمة لقيامهم بمهامهم.
من ناحيته، قال مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، عصام يونس، إن عرض الفيلم جاء لإعطاء عناية خاصة للمسعفين وكوادر الإسعاف، مبيناً أنهم خط الدفاع الأول، وعلى تماس مباشر مع المناطق الساخنة، سواء على الحدود أم خلال الأحداث.
وطالب يونس بالانتصار لهم وهم أحياء أو شهداء أو مصابون، موضحاً أن ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم أكبر من قدرة مؤسسات حقوق الإنسان، التي تحاول قدر المستطاع تسليط الضوء على الجرائم والاعتداءات، ووضعها تحت المجهر من أجل فضحها.
وأشار في كلمة له، على هامش عرض فيلم "الإسعاف"، الى أن هذا العمل يعتبر عينة من الأعمال المقدمة لمحكمة الجنايات الدولية، موضحاً أنه، في الأسبوع الماضي، تم عرض فيلم في أوروبا يوضح الانتهاكات الإسرائيلية، وسيتم عرض أفلام في جنيف توثق الجرائم الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً: كنوز فلسطينيَّة في غزّة