"الإمساك بالأرواح" عنوان معرض النحات المصري هاني السيد (1972) المقام حالياً في "غاليري المشربية للفن المعاصر" في القاهرة والذي يتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
تقدّم الأعمال عرضاً استعادياً لتطوّر الفنان السكندري، وتحوّله من التجريد إلى التشخيص، وتكشف عن مدى تنوّع التقنيات والمواد المستخدمة المختلفة من البرونز والرخام والمعادن وغيرها عبر سنوات من العمل.
إنها خامات صعبة، لكنه يتغلّب على صعوبتها وتظهر في أعمالها كما لو كانت قطعة لينة من السهل تشكيلها، لتجمع بين التجريدية والحركة وذات خصوصية في علاقتها ككتلة مع الفراغ الذي تصبح جزءاً منه.
ربما يعود ذلك إلى الموضوع الذي يجسّده، وهو الأشباح والأطياف، فكيف يمكن تحويل حجر إلى شبح أو طيف إن لم تتحقق معادلة ذات خصوصية في علاقة هذه القطعة الصلبة بمحيطها لتجسّد أكثر التصورات البشرية عن الخفة والحالة الطيفية.
لكن هذه الأشباح وعلى عكس ما هو متوقّع، لها أقدام قوية وثابتة على الأرض، لتبدو كائنات لا هي بالأشباح ولا هي بالبشر، فأعمال السيد، التي تم تغذيتها بمحيطه، هي نتاج مواجهات حياة الشارع، بنماذج تكشف تركيبات السيد عن عالم من الشخصيات التي تعرض قصصاً وأحداثاً وذكريات قديمة ومشاعر.
سبق للسيد أن قدّم عدّة أعمال، جسّد فيها الحشرات والحيوانات، كما قام بنحت أشكال تجريدية تكعيبية وهندسية كالدوائر والمستطيلات المفتوحة. واشتغل الفنان سابقاً على خامة الحديد الأسود والأبيض، والأسطح الخشنة والصقيلة.
يُذكر أن السيد درس الفنون في الإسكندرية وحصل على درجة البكالوريوس فيها عام 1995، وأعدّ أطروحة ماجسيتر بعنوان "التشكيلات الفنية للأحجار الصلبة"، وأقام العديد من المعارض الفردية في مصر منها "نحت المعنى" و"الباب سليم" و"أسود أسود" و"حضور معاصر" و"تجربة خاصة" وغيرها، كما شارك في أخرى جماعية في إيطاليا، واليابان، والهند، والصين.