أضحى الإهمال الطبي للمعتقلين أحد أسلحة السلطة الأمنية في مصر، في ظل التكدس العام الموجود في سجون وأقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز بمعسكرات الأمن، ومع عدم الاهتمام بتهوية الزنازين أو توفير بيئة نظيفة للمعتقلين، ومع استمرار التعذيب والقمع الذي ثبت وجوده في السجون المصرية.
ورصدت "هيومن رايتس مونيتور"، عدة حالات لمعتقلين عانوا من أمراض ومنهم من مات نتيجة الإهمال الصحي المتعمد من إدارة السجن.
اقرأ أيضاً: "مونيتور" تطالب مصر بالإفراج عن طبيب مختطف
وأشارت "مونيتور" إلى حالة المعتقل بسجن وادي النطرون، عبد الفتاح كمال شحاته خضر (66 عاما) مدير عام سابق بوزارة الحكم المحلي، الذي يصارع المرض وسط تجاهل تام من سلطة السجن والقضاء، حيث ترك يعاني الآلام مع حاجته لإجراء عمليات جراحية بالبروستاتا، وإزالة حصوات من الكليتين، وجراحة أخرى بفقرات العنق والعمود الفقري، من دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجه.
وكان خضر يعاني من التهاب حاد بالبروستاتا قبل اعتقاله، الذي تفاقم وتحول إلى نزيف بعد الاعتقال، كذلك تطورت آلام الفقرات والعنق لديه حتى أصبح لا يستطيع النوم أو الوقوف أو المشي، ومع إصرار أسرته ومحاميه على توقيع الكشف الطبي عليه، والتقدم بعدة بلاغات للنائب العام والمحامي العام بذلك، تم نقله لمستشفى وادي النطرون مرتين، حيث أقر المستشفى بعدم توافر الإمكانات اللازمة لديها لإجراء الجراحات اللازمة له، فأعيد إلى السجن. والجدير بالذكر أن عبد الفتاح اعتقل في 10 فبراير/شباط 2014 من منزله، بتهمة التظاهر والانضمام لجماعة محظورة.
كذلك رصدت "مونيتور" حالتي وفاة بالإهمال الطبي في سجون مصر، يومي 4 و5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهم: محمد أبو عوف السيد والي (45 عاماً)، يعمل موجها في وزارة التربية والتعليم في الدقهلية، وتؤكد أسرته أنه نقل للمستشفى بعد وفاته، للإيحاء بأنه توفي أثناء إجراء جراحة لاستئصال الزائدة الدودية والخراج المتكون عليها. وكان والي قد اعتقل في يناير/كانون الثاني 2014، بتهمة المشاركة مع 39 شخصا آخرين منهم ابن أخيه الطالب الجامعي، بقتل بلطجي بالقرية كان قد تعدى على مظاهرة سلمية فيها، وتم احتجازه بقسم "منية النصر" لمدة خمسة أشهر، قبل أن يتم ترحيله إلى سجن المنصورة العمومي حيث توفي.
اقرأ أيضاً: "رايتس مونيتور" تطالب بتقصي وقائع التعذيب في مصر
وأشارت "مونيتور" إلى وفاة معتز رمضان قطب عويس (58 عاما)، داخل قسم "أبو النمرس" بمحافظة 6 أكتوبر، بعد اعتقال دام 25 يوماً انتهت بوفاته في 5 ديسمبر الجاري، بعد منع الأدوية والرعاية الطبية عنه داخل، فقد كان يعاني من مرض السكري، والالتهاب الكبدي الوبائي (C). وحاولت الأسرة إدخال العلاج والأدوية له، إلا أن إدارة القسم رفضت وألقت بالدواء في القمامة – وفقاً لما قاله مصدر من أسرته.
ورغم سوء حالته الصحية منذ القبض عليه، إلا أن نيابة إمبابة جددت حبسه مرتين على ذمة اتهامات ملفقة بتعاطي أقراص مخدرة، ومن الجدير بالذكر أن "معتز" ساءت حالته الصحية جدا داخل الحجز، ونقل إلى المستشفى بعد وفاته.
وطالبت "هيومن رايتس مونيتور" السلطات المصرية، بسرعة الإفراج الصحي عن المواطن عبد الفتاح كمال شحاتة، ليتمكن من تلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة له، كما ناشدت المجتمع الدولي بالتحرك لفتح تحقيق في حالات الإهمال الطبي داخل السجون التي تزداد وتيرتها يوما بعد يوم.
اقرأ أيضاً: مصر.. تعذيب طالب في قسم شرطة واحتجازه في ثلاجة