بدأت، صباح اليوم الأحد، اجتماعات أعضاء الهيئة العامة لـ"لائتلاف الوطني السوري" المعارض في اسطنبول التركية، من أجل انتخاب هيئة رئاسية جديدة، بالإضافة إلى مناقشة النظام الداخلي للائتلاف وعلاقته الناظمة مع الحكومة السورية المؤقتة.
تأتي هذه الاجتماعات بينما تمرّ المناطق الثائرة في سورية بأسوأ حالاتها بعد سقوط عدّة جبهات للمعارضة المسلّحة بيد قوات النظام السوري، وتزايد نفوذ تنظيم "الدول الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من ريف حلب الشرقي حتى البوكمال الملاصقة للحدود العراقية في ريف دير الزور.
وتشمل انتخابات الهيئة الرئاسية رئيس الائتلاف، بدلاً من أحمد الجربا، وثلاثة نواب والأمين العام، وأعضاء الهيئة السياسية. وقال مصدر من داخل الاجتماع لـ"العربي الجديد" إنّ "الكتلة الديموقراطية قدّمت هادي البحرة كمرشح لرئاسة الائتلاف بدلاً من موفق نيربية، الذي سبق أن تم التوافق عليه من خلال استفتاء داخل الكتلة".
وأضاف أن "ترشيح البحرة يجعل حظوظه أكبر بالوصول إلى منصب الرئاسة كشخص توافقي بين جميع الكتل، بينما لا يزال منصب الأمين العام تحت النقاش والمداولة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه تم طرح أنس العبدة ونذير الحكيم أيضاً بديلاً لموفق نيربية، الذي كان مرشح الكتلة الديموقراطية لهذا المنصب.
وأشار المصدر، الذي رفض كشف هويته، إلى أن "أعضاء الائتلاف يثبتون يوماً بعد يوم صفة انفصامهم عن الواقع، ومن المفترض أن يكون الاجتماع لمناقشة الواقع الميداني المرير الذي تعيشه الجبهات ونقص الذخيرة الذي يعاني منه أغلب الكتائب المسلّحة، والذي أدى إلى تسليم مناطق عديدة دون قتال".
وأضاف المصدر نفسه أن "أعضاء الائتلاف يمارسون الديموقراطية في الوقت والمكان الخاطئين، فيما لا يحوي جدول أعمال الاجتماع على أي جلسة مخصصة لمناقشة الوضع الميداني وزيادة الدعم للداخل؛ فالجميع منشغل بمن سيشغل منصب الرئيس ونوابه والأمين العام وأعضاء الهيئة السياسية"، لافتاً إلى أن "بعض العناصر النسائية تطالب بتمثيل أكبر للمرأة داخل الائتلاف ليصل إلى 30 في المئة".
وقال إن "المجتمع الدولي هو من يتمسك ببقاء الائتلاف حتى الآن على الرغم من تلاشي شعبيته أو حتى انعدامها، وفشله على الصعيد السياسي في تمثيل الثورة السورية".
إضافة إلى البحرة ونيربية، كانت مصادر أخرى داخل "الائتلاف"، قد كشفت لـ"العربي الجديد" أن سالم المسلط، وناصر الحريري، من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الائتلاف خلفاً للجربا، وذلك بعد اعتذار رئيس الوزراء المنشق، رياض حجاب، عن الترشح. وقالت إن البحرة قد يتولى منصب الأمين العام، خلفاً لبدر جاموس، "وهو ما يقلّل حظوظ نيربية في الوصول لرئاسة الائتلاف، كونه من نفس الكتلة".