في الوقت الذي تشن فيه قوات الحكومة السورية حملة عسكرية كبيرة على يبرود، المعقل الأبرز للمعارضة المسلحة في جبال القلمون، شمال العاصمة السورية دمشق، تواصل وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني، التابعة لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، جهودها لإغاثة المدنيين المنكوبين في البلدة.
وفي هذا الإطار، تحدّث المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم، الدكتور أسامة قاضي، لـ"العربي الجديد"، عن أبرز الإجراءات التي اتخذتها الوحدة لإغاثة سكان يبرود. مُفصّلاً المساعدات العينية والمادية. وقال القاضي إنه "تم إنشاء وتجهيز فرن لإنتاج الخبز وتوزيعه مجاناً على أهالي البلدة المتضررين، بطاقة إنتاجية تُقدّر بـ 2.5 طن يومياً ـ 2500 ربطة خبز".
وأكد قاضي أن الفرن يعمل منذ حوالى شهرين وتم دفع رواتب العمال وتزويده بـ 130 طناً من الطحين و130 صندوقاً من الخميرة و14000 ليتر مازوت. وأفاد بإنشاء الوحدة مشفى مركزياً مُحصّناً ومجهّزاً بأربع غرف عمليات في يبرود، وهو حالياً جاهز لاستقبال المرضى.
تزامن ذلك مع توزيع سلل غذائية بقيمة 150 ألف دولار أميركي، بالتعاون مع جمعية "غراس النهضة"، بالإضافة إلى تقديم 18 ألف دولار أميركي لصالح المجلس المحلي لمدينة يبرود، ثمن محروقات لتأمين عمل البنى الخدمية، بالإضافة إلى دفع 25 ألف دولار لجمعية "أهل الخير" في يبرود لتمويل المطبخ الإغاثي.
وتحدث قاضي عن "جهود استراتيجية" لتأمين 140 طناً من الطحين، مستلزمات إنتاج الخبز لمدة شهرين، وتجهيز مخزون استراتيجي من المحروقات يُقدّر بـ 25 ألف ليتر ما بين مازوت وبنزين.
ولفت إلى تجهيز مخزون استراتيجي من المواد الغذائية كالحبوب والبقوليات وغيرها بقيمة 70 ألف دولار أميركي في حالة الحصار على المنطقة من جهة عرسال اللبنانية.
ويشغل أسامة قاضي موقع مساعد رئيس حكومة المعارضة للشؤون الاقتصادية، والتي تتخذ من مدينة غازي عينتاب التركية مقراً لها. كما يُدير "مجموعة عمل اقتصاد سوريا"، وهي مجموعة من الخبراء الاقتصاديين والفنيين السوريين تنكب منذ أكثر من سنة على إعداد "الخارطة الاقتصادية" لسوريا المستقبل، في مختلف القطاعات.
وكانت قوات الحكومة السورية التابعة للرئيس بشار الأسد قد بدأت حملة عسكرية كبيرة، مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، ضد يبرود، المعقل الأبرز لقوات المعارضة المسلحة في جبال القلمون، والتي تعدّ موقعاً استراتيجياً نظراً لكونها طريقاً لوجستياً لإمداد المعارضة بالسلاح والدعم من المناطق الحدودية الموالية لها في شرق لبنان، إلى جانب أهميتها في التواصل مع مناطق بريف دمشق الشمالي والغربي، التي يسيطر على بعضها فصائل من المعارضة السورية المسلحة.
ونزح عشرات الآلاف من المدنيين من مدينة يبرود إلى شرق لبنان، وتحديداً بلدة عرسال الحدودية، منذ مطلع العام الجاري، بعدما بدأت القوات الحكومية التابعة للرئيس بشار الأسد حملتها العسكرية على بلدات ومدن جبال القلمون.