قالت واشنطن إنها قد توقف مساعداتها لـ"حركة نور الدين الزنكي" السورية المعارضة، في حال ثبتت صحة التقارير عن ذبح مسلحين تابعين لها طفلاً كان محتجزاً لديهم، وهي جريمة دانها، أيضاً، "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، في حين وصفت الحركة الجريمة بأنها "خطأ فردي"، متوعدة بمعاقبة المسؤولين عنه.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر: "إذا حصلنا على براهين تؤكد تورط هذه الجماعة في ذلك، فإن هذا سيحملنا على التفكير في جدوى مواصلة المساعدات لها"، مشيراً إلى أن المعارضة السورية بدأت بالتحقيق في ملابسات الحادث، وفقاً للمعلومات التي تتوفر لدى الخارجية الأميركية.
من جهته، عبر "الائتلاف الوطني" عن صدمته من "المشاهد والتقارير المروعة المتعلقة بجريمة إعدام طفل على يد عناصر يعتقد أنهم ينتمون لفصيل "حركة نور الدين الزنكي" في سورية"، مؤكداً أنه "سيتابع بكل حزم الإجراءات القانونية تجاه هذه الواقعة التي لا يمكن التهاون تجاهها، وأنه لا بد من التنسيق مع الجهات القانونية ذات الاختصاص في الحكومة السورية المؤقتة، من أجل ضمان عملية تحقيق شفافة ونزيهة، وإنزال عقوبات صارمة ترقى لفظاعة هذه الجريمة".
وقال الائتلاف إنه يتوقع من جميع الفصائل التابعة لـ"الجيش السوري الحر" التزاماً كاملاً بالقوانين والمواثيق الدولية، و"تعاطياً جاداً تجاه أي انتهاك من أي نوع، وعدم التغاضي عن أي سلوك يتنافى مع مبادئ الثورة وتطلعات الشعب السوري، والذي خرج مطالباً بالحرية والكرامة والعدالة".
وأظهر شريط مصور بث على شبكة الإنترنت عدة أشخاص يقومون بذبح طفل دون الخامسة عشرة من العمر، قالت الحركة إنها أسرته خلال المعارك على جبهة حندرات، شمال حلب، مشيرة إلى أنه فلسطيني من سكان حي باب السباع في مدينة حمص، واسمه عبد الله عيسى.
وكان قد انتشر، في وقت سابق، شريط فيديو آخر يظهر الطفل مصاباً في رجله اليمنى، جالساً على ظهر الشاحنة، وقد تحلّق من حوله مقاتلون، متهمين إياه بأنه عنصر في "لواء القدس"، وهي مجموعة مسلحة أغلب أفرادها فلسطينيون تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، غير أن "لواء القدس" نفى أن يكون الفتى من عناصره.
وكانت حركة "نور الدين الزنكي" قد وصفت الجريمة بأنها "خطأ فردي" لا يمثل السياسة العامة للحركة، و"التي تلتزم بحقوق الإنسان وبالمعاهدات والاتفاقات الدولية الخاصة بذلك، وما نصت عليه الشرائع والأديان السماوية"، مشيرة إلى أنه "جرى إحضار وتوقيف جميع الأشخاص الذين قاموا بهذا بالانتهاك، وتسليمهم إلى لجنة قضائية للتحقيق معهم".
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "الفتى لا يتجاوز 13 عاماً، وقد جرى توقيفه في منطقة حندرات، إلا أن عملية الذبح حصلت في حي المشهد في الجهة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب".
ولفت عبد الرحمن إلى أن الطفل مصاب أيضاً بمرض التلاسيميا، واصفاً عملية الذبح بأنها "إحدى أسوأ عمليات الإعدام التي شاهدتها منذ بدء الثورة في سورية" قبل خمس سنوات.
و"حركة نور الدين الزنكي" مجموعة مقاتلة في الشمال السوري، وتعتبر أحد فصائل "الجيش الحر"، وتتلقى دعماً من الولايات المتحدة وتركيا. وكانت قد تلقت صواريخ "بي جي إم-71 تاو" المضادة للدبابات، وتعد واحدة من أهم الفصائل في مدينة حلب.
وتشكلت الحركة في أواخر عام 2011 من قبل الشيخ توفيق شهاب الدين، في قرية الشيخ سليمان، شمال غرب حلب.