بعد أن تنتهي كل حرب هناك سلام. هو سلام من أجل إيقاف سفك الدماء وثقافة الموت. توقف القصف والقتل والتدمير. لكن في كرة القدم الحصول على السلام هو أصعب شيء يمكن تحقيقه. فالمهمة لن تكون سهلة أبداً لأن تخوض حرباً مختلفة على أرض الملعب لمدة 90 دقيقة. هي عناوين قصيرة تختصر الحرب المرتقبة بين "البافاري" و"الملكي" في دوري أبطال أوروبا.
يحضر النادي "الملكي" إلى ملعب "أليانز أرينا" لمواجهة النادي "البافاري"، وبالطبع ليس خائفاً من شيء فهو ملك أوروبا لـ 12 مرة وآخرها مرتان متتاليتان. لكن في داخله خوف كبير من المستقبل لأن الخروج من الدور نصف النهائي للبطولة الأوروبية يعني خروجه من الموسم دون أي لقب، وعندها لن يعيش في سلام أبداً لأن جماهير ريال مدريد ستكون قاسية وتنسى كل الإنجازات السابقة بعد 180 دقيقة.
في الجهة المقابلة هناك "البافاري" المُتحدي الذي تحسن موسمه كثيراً مع وصول المدرب الخبير يوب هاينكس، ويكفي أنه المدرب الذي صنع الثلاثية التاريخية في عام 2013. يوب هاينكس يعرف جيداً كيفية إسكات الصحف الرياضية والجماهير في نفس الوقت. "البافاري" مع هاينكس يعرف جيداً كيفية الخروج بأفضل سيناريو وتحقيق السلام في العاصمة ميونخ.
هي حرب بين اثنين من أفضل الأندية الأوروبية حالياً. هي حرب النجوم لكن على البساط الأخضر وليس الفضاء الخالي. هي حرب الأقدام بين رونالدو الهداف من جهة وليفاندوفسكي القناص في الجهة المقابلة. هي حرب تمريرات ساحرة بين الكرواتي لوكا مودريش والكولومبي جيمس رودريغيز. باختصار هي الحرب التي ستجلب السلام للمنتصر في النهاية.
من الصعب توقع السيناريو التي ستكون عليه المباراة لأن "البافاري" يعرف جيداً كيفية خوض القمم الأوروبية، وفي وجهه الفريق الأكثر خبرة على الصعيد الأوروبي. 17 لقباً يتقاسمها "البافاري" و"الملكي" قبل المواجهة النارية التي ستجمعهما في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. هي قمة لا تحتمل القسمة على اثنين وتسير وفق المثل الشائع الذي يقول: "إذا أردت السلام فاستعد للحرب".