تتيح التظاهرة الفرصة أمام التجارب الشابة التي تتدرّب طيلة العام، في "ستوديو عماد الدين"، على عروض معيّنة في مجال الرقص المعاصر والفنون الأدائية والمسرحية، بحيث يتم اختيار أربع تجارب لإنتاجها وتقديمها.
مديرة المهرجان نيفين الأبياري، تقول إن المهرجان الذي انطلق عام 2008، يقدّم كل عام فرصة لمجموعة مواهب للعمل مع مدرّب محترف في مجالات: الرقص المعاصر أو الأداء أو الديكور، ثم يختار كل مدرب أربع تجارب للعمل عليها وتبنّيها بهدف إنتاجها، شرط ألا يتجاوز عمر المشارك 35 عاماً وأن لا يتجاوز العرض ثلاثين دقيقة.
ومع كل اختيار، يبدأ تكوّن فريق من مصمّم إضاءة وديكور وأزياء ومدير خشبة مسرح، وهؤلاء هم كفاءات الورش التي يقوم بها الـ ستوديو. ومن فريق العمل هذا تأتي فكرة العرض التي سيقوم ببنائها.
الأبياري توضّح أن ثمة اشتراط آخر وهو البحث عن نصّ، والهدف منه كان حثّ المشاركين على القراءة في المسرح ثم تقديم نصين للاختيار بينهما. كما تحرص التظاهرة على مبدأ أن كل من يعمل في المسرحية يتلقّى أجراً، بهدف بناء فكرة لدى المشاركين أن الفن يمكن أن يقدّم دخلاً وأن يكون عملاً، وفقاً للأبياري.
المهرجان يفتح الباب للجمهور للتصويت على أفضل عرض وأفضل إضاءة وأفضل سينوغرافيا.. إلخ، وهذا جزء يتورّط فيه الجمهور في التقييم والمقارنة بين العروض الأربعة، حيث لا يسمح بالتصويت إلا لمن حضر العروض كلّها.
يتضمّن المهرجان هذا العام عروض: "يوتوبيا" لنغم صلاح، و"أنا" لمصطفى خليل، و"شهر العسل" لسمر جلال، و"الغائب" لعلي خميس. بالنسبة لعرض الرقص المعاصر "يوتوبيا"، فيدور "حول تطور فكرة اليوتوبيا داخلنا"، كما تصفه المخرجة صالح في بيانها حوله، ويتتبع "لحظات الصدق مع النفس وصولاً للحظة المعرفة ومن ثم لحظة السكون التي تنقلنا مرّة أخرى إلى دائرة التساؤلات التي هي أيضاً شكل من أشكال اليوتوبيا".
أما مسرحية "أنا" لمصطفى خليل المقتبسة عن نص المونودراما "لست أنا" للكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت، فهي مونولوغ قصير لا يظهر فيه سوى فم امرأة، بهدف إظهار الحالة الذهنية للمرأة وصراع إدراكها والاضطراب العاطفي الذي طغى على وجودها.
وفي عرض "شهر العسل" لسمر جلال، تتكوّن المسرحية من فصل واحد وهي مقتبسة عن نص "الكاتب في شهر العسل" لعلي سالم، وموضوعه مخاوف وهواجس كاتب شاب يعيش في بيته تحت الكبت والرقابة.
أما "الغائب" لعلي خميس، فهو عرض رقص معاصر عن حالة الخوف من الحاضر ومطاردة الماضي والتهرّب من المستقبل، ليذهب إلى ما هو أبعد فيستكشف معنى الخوف وعمقه وحقيقته ودوافعه.