ظلت مهنة الترزي (الخياط) في مصر لعقود طويلة الأكثر رواجاً لإقبال الناس على ممتهنيها في الأعياد والمناسبات المختلفة، إلا أن بريقها انطفأ خلال السنوات الأخيرة، وبدأت في الأفول والتواري عن أنظار المستهلكين مع انتشار الملابس الجاهزة المحلية والمستوردة، لينحصر نشاط القليل ممن بقي في هذه المهنة سواء رجال أو نساء في إجراء ترميمات لملابس قديمة أو تعديلات في ثياب جديدة تحتاج إلى ضبط أكبر لمقاسات مشتريها.
حفني عبد الستار، البالغ من العمر 55 عاما، والذي يعمل خياطا في أحد أشهر الأحياء الشعبية بالعاصمة القاهرة منذ أكثر من 40 عاماً، يقول لـ"العربي الجديد" إن مهنتة شارفت على الانقراض بعد أن أصبحت غير جاذبة للعمل.
ويضيف أن مهنة الترزي الآن اقتصرت على عمل تعديلات للملابس الجاهزة، مثل تضييق أو تقصير بنطال، لافتا إلى أن هذه الأعمال كانت هامشية في الماضي ولا يقبلها الكثير من أصحاب الحرفة لاسيما في أوقات ضغط العمل في الأعياد والمناسبات مثل موسم المدارس، غير أنها أصبحت اليوم العمل الأساسي لكل من يعمل في هذه المهنة، نظراً لانتشار الملابس الجاهزة التي تجذب الناس بخاصة الشباب.
ويتابع أنه بعد ارتفاع أسعار الأقمشة أصبح نادراً ما يأتى أحد لتفصيل ملابس، مشيرا إلى أن سعر التفصيل يفوق في الغالب ثمن الجاهز.
وبحسرة يتذكر الحاج حفني، السنوات الماضية قائلا "الترزي قبل نحو 15 عاماً كان يعد من المهن المرتفعة الدخل، وكان المحل الواحد يعمل به من 5 إلى 7 صنايعية (حرفيين)، وكان هناك تعدد للورديات (الدوام)، أما الآن فقد تقلص عمل الترزية ليقتصر على عامل واحد فقط في الغالب هو صاحب المحل، وانزوت محلات الترزية إلى الشوارع الجانبية لتوفير قيمة الإيجار، بعد أن كانت تحتل واجهات الشوارع والميادين الرئيسية وقت رواج المهنة".
اقرأ أيضا: سائق التوك توك..مهنة خريجي الجامعات والأطفال في مصر
ويقول إنه كان يملك محلين في السابق، جمع منهما مالاً وفيرا واستطاع بناء منزل مكون من ثلاثة طوابق، وتعليم أبنائه من هذه المهنة، التي أصبحت مهددة بالانقراض.
حفني عبد الستار، البالغ من العمر 55 عاما، والذي يعمل خياطا في أحد أشهر الأحياء الشعبية بالعاصمة القاهرة منذ أكثر من 40 عاماً، يقول لـ"العربي الجديد" إن مهنتة شارفت على الانقراض بعد أن أصبحت غير جاذبة للعمل.
ويضيف أن مهنة الترزي الآن اقتصرت على عمل تعديلات للملابس الجاهزة، مثل تضييق أو تقصير بنطال، لافتا إلى أن هذه الأعمال كانت هامشية في الماضي ولا يقبلها الكثير من أصحاب الحرفة لاسيما في أوقات ضغط العمل في الأعياد والمناسبات مثل موسم المدارس، غير أنها أصبحت اليوم العمل الأساسي لكل من يعمل في هذه المهنة، نظراً لانتشار الملابس الجاهزة التي تجذب الناس بخاصة الشباب.
ويتابع أنه بعد ارتفاع أسعار الأقمشة أصبح نادراً ما يأتى أحد لتفصيل ملابس، مشيرا إلى أن سعر التفصيل يفوق في الغالب ثمن الجاهز.
وبحسرة يتذكر الحاج حفني، السنوات الماضية قائلا "الترزي قبل نحو 15 عاماً كان يعد من المهن المرتفعة الدخل، وكان المحل الواحد يعمل به من 5 إلى 7 صنايعية (حرفيين)، وكان هناك تعدد للورديات (الدوام)، أما الآن فقد تقلص عمل الترزية ليقتصر على عامل واحد فقط في الغالب هو صاحب المحل، وانزوت محلات الترزية إلى الشوارع الجانبية لتوفير قيمة الإيجار، بعد أن كانت تحتل واجهات الشوارع والميادين الرئيسية وقت رواج المهنة".
اقرأ أيضا: سائق التوك توك..مهنة خريجي الجامعات والأطفال في مصر
ويقول إنه كان يملك محلين في السابق، جمع منهما مالاً وفيرا واستطاع بناء منزل مكون من ثلاثة طوابق، وتعليم أبنائه من هذه المهنة، التي أصبحت مهددة بالانقراض.
ورغم تواري مهنة "الترزي" عن الأنظار، فإن الحاج حنفي يقول إنه ما يزال متمسكا بها، لحبه الشديد لها ورغبته في الاستمرار بالعمل، مضيفا " أعلم أنه لو تم النظر لهذه المهنة من ناحية المكسب والخسارة سأغلق المحل فوراً ولكن لا أريد ذلك فهي كل ما أملك".
ويشير إلى أن إجمالي دخل "الترزي" الآن لا يتجاوز 1700 جنيه (217.1 دولاراً) شهرياً، بينما لا يستأجر محلاً بأكثر من 400 جنيه (51 دولاراً) في الشهر، ويكون في الغالب في أقل منطقة في الشارع من حيث القيمة الإيجارية.ويتابع "هذه المهنة أصبحت لا تورث للأجيال الجديدة، لقلة العائد المادي منها، وكل من يخرج من هذه المهنة سواء لكبر السن أو الموت لا يدخل أحد مكانه".
لكن الحاج حنفي، يؤكد أن مهنة الترزي ما زالت تقاوم في المناطق الريفية خاصة في الصعيد (جنوب مصر)، وذلك لارتباط بعض الناس بالجلباب البلدي ذي المظهر المميز، ورفضهم نظيره الجاهز، غير أنه توقع أن يتأثر الريف أيضا بغزو الملابس الجاهزة وتغير العادات خلال سنوات قليلة، لأن الأجيال الجديدة تتجه للملابس الجاهزة.
ويبلغ عدد مصانع الملابس وفقا لغرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات نحو 10 آلاف مصنع، ويعمل بها نحو مليون ونصف مليون عامل.
وتمثل صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة نحو 3% من جملة الناتج القومي باستثمارات 50 مليار جنيه (6.38 مليارات دولار)، وتقدر صادراتها بحوالي 7 مليارات جنيه (894 مليون دولار) سنوياً وفق البيانات الرسمية.
ويقول يحيى زنانيري، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية، إن "حجم الإنتاج المحلي لهذه الصناعة يتراوح بين 10 و15 مليار جنيه سنوياً (1.27 و1.9 مليار دولار).
ويضيف أنه رغم كبر حجم الإنتاج المحلي، فإن حجم الملابس المستوردة يقوض هذا الإنتاج، بسبب انتشار عمليات التهريب، مشيرا إلى أن هناك جهات تقدر سوق الملابس المستوردة بحوالي 5 مليارات جنيه (638 مليون دولار).
ويلفت إلى أن الإقبال على شراء الملابس انخفض بنسبة 50% خلال موسم عيد الفطر، مقارنة بموسم السنة الماضية، لاعتبار الكثير من الأسر، لا سيماال محدودة الدخل أن الملابس من الأشياء غير الضرورية في ظل ارتفاع أسعار المسكن والمواد الغذائية.
ويتابع أن أسعار الملابس الجاهزة ارتفعت خلال هذا الموسم بنسبة تتراوح بين 20% و30%، وذلك نتيجة لزيادة نسبة التضخم في مصر خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت تكاليف الإنتاج للمصانع والنقل والشحن والتوزيع، وكذلك المحلات التجارية.
اقرأ أيضا: عمال مصر يجهزون مليونية لإسقاط قانون الخدمة المدنية
ويشير إلى أن إجمالي دخل "الترزي" الآن لا يتجاوز 1700 جنيه (217.1 دولاراً) شهرياً، بينما لا يستأجر محلاً بأكثر من 400 جنيه (51 دولاراً) في الشهر، ويكون في الغالب في أقل منطقة في الشارع من حيث القيمة الإيجارية.ويتابع "هذه المهنة أصبحت لا تورث للأجيال الجديدة، لقلة العائد المادي منها، وكل من يخرج من هذه المهنة سواء لكبر السن أو الموت لا يدخل أحد مكانه".
لكن الحاج حنفي، يؤكد أن مهنة الترزي ما زالت تقاوم في المناطق الريفية خاصة في الصعيد (جنوب مصر)، وذلك لارتباط بعض الناس بالجلباب البلدي ذي المظهر المميز، ورفضهم نظيره الجاهز، غير أنه توقع أن يتأثر الريف أيضا بغزو الملابس الجاهزة وتغير العادات خلال سنوات قليلة، لأن الأجيال الجديدة تتجه للملابس الجاهزة.
ويبلغ عدد مصانع الملابس وفقا لغرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات نحو 10 آلاف مصنع، ويعمل بها نحو مليون ونصف مليون عامل.
وتمثل صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة نحو 3% من جملة الناتج القومي باستثمارات 50 مليار جنيه (6.38 مليارات دولار)، وتقدر صادراتها بحوالي 7 مليارات جنيه (894 مليون دولار) سنوياً وفق البيانات الرسمية.
ويقول يحيى زنانيري، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية، إن "حجم الإنتاج المحلي لهذه الصناعة يتراوح بين 10 و15 مليار جنيه سنوياً (1.27 و1.9 مليار دولار).
ويضيف أنه رغم كبر حجم الإنتاج المحلي، فإن حجم الملابس المستوردة يقوض هذا الإنتاج، بسبب انتشار عمليات التهريب، مشيرا إلى أن هناك جهات تقدر سوق الملابس المستوردة بحوالي 5 مليارات جنيه (638 مليون دولار).
ويلفت إلى أن الإقبال على شراء الملابس انخفض بنسبة 50% خلال موسم عيد الفطر، مقارنة بموسم السنة الماضية، لاعتبار الكثير من الأسر، لا سيماال محدودة الدخل أن الملابس من الأشياء غير الضرورية في ظل ارتفاع أسعار المسكن والمواد الغذائية.
ويتابع أن أسعار الملابس الجاهزة ارتفعت خلال هذا الموسم بنسبة تتراوح بين 20% و30%، وذلك نتيجة لزيادة نسبة التضخم في مصر خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت تكاليف الإنتاج للمصانع والنقل والشحن والتوزيع، وكذلك المحلات التجارية.
اقرأ أيضا: عمال مصر يجهزون مليونية لإسقاط قانون الخدمة المدنية