الشاب فؤاد حجازي جبارين (20 عاماً) من سكان مدينة رام الله، لا يزال يرقد على سرير المستشفى في مجمع فلسطين الطبي في المدينة، إلى حين تحسّن حالته، نتيجة إصابته برصاص "التوتو" من قبل قوات الاحتلال، يوم الجمعة الماضي، أثناء وجوده في منطقة المواجهات التي اندلعت في محيط المدخل الشمالي لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
يروي جبارين لـ"العربي الجديد" تفاصيل إصابته، قائلاً "لقد كنت على بعد مئات الأمتار من جنود الاحتلال حيث مكان المواجهات، فجأة أحسست، كأنّ انفجاراً اخترق أحشائي، ووقعت أرضاً قبل أن أنقل إلى المستشفى حيث أجريت لي عملية جراحية، بعد أن تهتكت أمعائي ومعدتي بفعل تلك الرصاصة، فيما لا تزال الرصاصة وشظاياها داخل بطني".
بدوره، يجبر خالد الواوي، وهو أحد موظفي جامعة فلسطين التقنية "خضوري" في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، على البقاء في منزله لمدة شهر ونصف، بعد إصابته برصاصة "التوتو" خلال اقتحام قوات الاحتلال لحرم الجامعة، يوم الأحد الماضي، وملاحقتها للطلبة هناك. يوضح الواوي لـ"العربي الجديد"، أنّه تعرّض لكسر في ساقه، فيما لا تزال شظايا الرصاصة في داخلها.
وفي الوقت الذي كان فيه المصور الصحافي رامي سويدان يشارك في تغطية المواجهات التي اندلعت على حاجز حوارة جنوبي نابلس، يوم الأحد الماضي، أصيب برصاصة من النوع ذاته في قدمه، ما تسبب له بكسر وتهشم في العضم. ويوضح سويدان لـ"العربي الجديد" أنه أصيب بالرصاصة على مسافة لا تبعد عن جنود الاحتلال سوى 50 متراً.
اقرأ أيضاً: جبل المكبر... الحي المقدسي الذي فشل الاحتلال في سحقه
المصور الصحافي أحمد طلعت حسن، وهو من سكان مدينة نابلس لم يكن وضعه أفضل، إذ منع من الحركة، لمدة شهر ونصف، بعدما استقرّت الرصاصة في عضلة قدمه خلال تغطيته للمواجهات في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية، ولا تزال شظاياها داخل العضلة.
لا يفضل الأطباء إزالة الشظايا التي تتسبب بها رصاصة "التوتو" نظراً لما قد تلحقه من ضرر أكبر. يوضح رئيس قسم الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي، سمير صليبا لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الشظايا المصنوعة من المعدن، دقيقة جداً ومدفونة بين أنسجة الجسم، ويفضل الأطباء إبقاءها، لأن إزالتها تحدث ضرراً كبيراً وخطيراً.
ويخشى صليبا أن تكون قوات الاحتلال قد طوّرت رصاص "التوتو"، بما يزيد من فاعليته وتأثيره على حجم الإصابات وخطورتها.
ويتم تمييز هذا النوع من الرصاص من خلال تحديد مكان دخول الرصاصة وخروجها، الذي يكون صغيراً جداً. كما يعرف من شظاياه التي تهتك خلايا الجزء المصاب في حال انفجاره في الداخل؛ وهو ما يشكل خطورة كبيرة على حياة المصابين، كما حدث مع الشهيد وسام جمال فرج المنسي (20 عاماً) من مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، يوم الخميس الماضي، والذي أصيب برصاص "التوتو" الذي اخترق القلب مباشرة، بحسب صليبا.
وتتكون رصاصة "التوتو" من رأس معدني قطره (6 مليمترات)، ومادة متفجرة تنصهر وتنتشر بحسب درجة الحرارة، وبحسب المسافة التي تنطلق منها وتصيب هدفها. كما أنّ الرصاصة ليست صلبة تماماً، وحين تخترق جزءاً معيناً في الجسم، تنتشر وتهتك هذا الجزء، أو قد تخترق وتخرج مباشرة، ويكون الضرر بحسب طبيعة العضو المصاب.
يؤكد الخبير في الشأن السياسي الميداني، عبد الإله الأتيرة لـ"العربي الجديد"، أنّ "التوتو" يستخدم عادة للقتل وفي الاغتيالات ويصيب هدفه بدقة، ويستخدم في سلاح له تقنية كاتم للصوت أو أسلحة عادية، إذ تصيب الرصاصة هدفها عن بعد مسافة 200 متر، ويقل تأثيرها بحسب بعد المسافة.
واستخدمت قوات الاحتلال رصاص "التوتو" خلال المواجهات الأخيرة ضد الشبان الفلسطينيين بكثرة، وخصوصاً في الأطراف السفلية للجسم. ووثّقت وزارة الصحة الفلسطينية إصابات بالرصاص الحي لنحو 500 فلسطيني، ثلثهم أصيبوا برصاص "التوتو"، وفق ما يفيد المتحدّث الإعلامي باسم وزارة الصحة الفلسطينية، محمد العواودة لـ"العربي الجديد"، فيما بلغ عدد الجرحى بالرصاص الحي والمطاطي أكثر من 1300 جريح، منذ مطلع الشهر الحالي.
اقرأ أيضاً القدس: المقاومة الشعبية تضرب الاحتلال في قلب المدينة