اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، يوم الأربعاء، أن المبادرة التي أطلقها الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الثلاثاء، والتي أسماها "خطة للسلام"، قد أعادت في الجوهر استحضار اتفاق اوسلو، الذي اعتبره المجلس المركزي الفلسطيني قد انتهى، وذلك عندما تؤكد الحرص بالعودة إلى المفاوضات، والمطالبة من خلالها بـ"حل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو"، وتنفيذ "ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محدودة".
وأكدت "الجبهة الشعبية"، في بيان لها، أن عباس كان أمام فرصة قد لا تتكرر لتأكيد قرارات المجلس المركزي أمام مجلس الأمن الدولي في تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي المطالبة بأن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها من خلال عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات برعايتها لوضع آليات ملزمة لإنفاذ قراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني، والمطالبة بإخضاع دولة الكيان للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لرفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإصرارها على احتلالها الاستعماري لفلسطين.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها، إنه "في ضوء الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن أمس، عممت وزارة الخارجية والمغتربين على سفراء وسفارات دولة فلسطين، بضرورة التحرك الفوري والفاعل باتجاه مراكز صنع القرار والرأي العام في الدول المضيفة، لوضعها في صورة ما تضمنه خطاب الرئيس عباس من مواقف وخطة لتحقيق السلام".
ودعت الخارجية الإدارة الأميركية إلى التقاط فرصة السلام الحقيقية التي وفرها خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن، والتفاعل معها بشكل إيجابي، خاصة في ما يتعلق بتوسيع دائرة الرعاية الدولية لعملية السلام، وتحقيق التزامها المتوازن بمرجعياتها.
بدوره، أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن أطرافًا دولية عديدة، من بينها فرنسا، أيدت الأفكار التي طرحها الرئيس محمود عباس، في خطابه الهام في مجلس الأمن.
وقال منصور في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، اليوم الأربعاء، إن "باريس رحبت بهذه المقترحات، وأعربت عن استعدادها لدراستها، في ما يتعلق بعقد مؤتمر سلام دولي وخلق آلية جديدة".
وأضاف منصور أن الرباعية الدولية ستجري مداولات لتوسيعها والتحضير لاجتماع رفيع المستوى، ليكون لها دور كبير في عملية السلام، مشيرًا إلى خيارات عديدة، كأن تقوم فرنسا أو روسيا بعقد مؤتمر دولي للسلام.