تُختتم، اليوم الأحد، أشغال المؤتمر السادس للحزب الجمهوري التونسي في مدينة الحمامات، بعدما انتخب المؤتمرون، في ساعة متأخرة من ليلة أمس السبت، عصام الشابي أمينا عاما جديدا بالإجماع، خلفا لميّة الجريبي، التي آثرت الانسحاب وعدم الترشح، والبقاء من بين مناضليه.
ويأتي هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة يمر بها الحزب، بعد فشله في الانتخابات التشريعية الماضية، وفي الانتخابات الرئاسية أيضا، بعد خسارة مؤسسه، أحمد نجيب الشابي، ليقرر مغادرة الحزب والتفكير في تأسيس إطار سياسي جديد.
وأكد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر، وسيم بوثوري، لـ"العربي الجديد"، أن المؤتمرين ناقشوا، على مدى يومين، كل هذه القضايا بـ"وضوح تام وشجاعة".
وأضاف بوثوري أن "المؤتمر تعرّض، في تقريره الأدبي، لما كان أشار إليه التقرير التقييمي الذي أنجزناه بعد هزيمة الانتخابات، وتضمن، أيضا، نتائج استطلاع شمل أكثر من 300 مناضل في الحزب، ممثلين عن كل الجهات، فضلا عن أصدقاء الحزب ومستقلين. وتتمثل أهم استنتاجاته في أننا تلقينا رسالة التونسيين بوضوح، التي تؤكد أننا ارتكبنا أخطاء ليست فقط اتصالية، وإنما تتعلق بالتكتيك السياسي، من حيث اختيار الموقف في التوقيت المناسب، وخطأ الانصهار مع مكونات أخرى"، مشددا: "لكننا لن نواصل في عملية جلد الذات، لأن المهم هو النظر إلى المستقبل".
واعتبر الناطق باسم المؤتمر أن "المؤتمر جاء في توقيت مناسب جدا لمناضلي الجمهوري، ولا بد من التأكيد على أنهم نجحوا في إخراج الحزب من حالة الإنعاش إلى إعادة الحياة إليه من جديد، وصمدوا بعد هزيمتين انتخابيتين متتاليتين، ونظموا مؤتمره، واضعين الحزب من جديد على السكة، وهو نجاح مهم لا يدعونا إلى الغرور، لأنها بداية مسار جديدة".
وقال المتحدث ذاته إن "المؤتمر ناقش لائحة السياسة العامة واللائحة الاقتصادية والاجتماعية ولائحة النظام الداخلي، فيما أحيلت لوائح التربية والمرأة للجنة المركزية الجديدة التي تعتبر أكبر سلطة للحزب ما بين مؤتمرين".
وأكد أن "الجمهوري" أطلق ما أسماه "الطور الثاني من التحديث" في كل مجالات حياة التونسيين، داعيا السياسيين التونسيين إلى "معركة البرامج، لأن الانتخابات الأخيرة كانت محل تجاذبات أخرى غير البرامج"، مبرزا أنها "دارت حول قضايا الأيديولوجيا والهوية".
ولفت إلى أن "التونسيين، منذ مناقشة ميزانية 2017، أصبحوا يتداولون في الفضاءات العامة تفاصيل وجزئيات القضايا الاقتصادية والتنموية، وبالتالي فإن مجال الإنصات إلى برامج الأحزاب أصبح متاحا، وأن على مناضلي "الجمهوري" أن يقنعوا التونسيين ببرامجهم، وبأنهم جديرون بالمشاركة في الحكم، ما يدفع الحزب إلى أن يكون قوة اقتراح ومبادرة".
وبانتخاب عصام الشابي يطوي الحزب "الجمهوري" مرحلة تاريخية من مسيرته بعد خروج أهم زعمائه وصعود وجوه شبابية جديدة إلى دفّة تسييره، كما يبدأ العمل، من جديد، بعد الخيبات الانتخابية المتتالية التي كادت تدفعه إلى الاندثار من الساحة، رغم أنه كان أبرز حزب سياسي معارض قبل الثورة.