التظاهرة الصفاقسية حملت اسم الملحّن والشاعر التونسي محمد الجموسي (1910 – 1982)/ الذي ولد في المدينة، وحاز فيها على دبلوم الرسم الصناعي عام 1929 حيث عمل في شركة السكك الحديدية، لكنه كان مهتمّاً بالشعر وحفظ الأدوار الموسيقية القديمة.
انضم إلى "جمعية النجم التمثيلي" التي تأسّست سنة 1933، وشارك في المسرحيات الغنائية التي كانت تقدّمها فرقتها مثل "عبد الرحمن الناصر"، و"أميرة الأندلس"، وفي تلك الفترة كتب ولحّن أولى أغانيه، وشارك عام 1938 في تلحين ثلاث أغانٍ في فيلم "مجنون القيروان" للمخرج لين كرافسي، كما قدّم أغنيات عدّة لأفلام أخرى مثل "أنشودة مريم" لـ نوربارت قورنول.
سجّل أسطوانته الأولى في باريس عام 1963 لتمثّل انطلاقة مهمة له في مشواره الفني، حيث أصبحت معظم الإذاعات تبثّ ألحانه التي قدّمها لأشهر المغنين العرب، منهم طلال مدّاح ووردة الجزائرية وشادية وعلية التونسية والهادي الجويني وفتحية خيري وحسيبة رشدي، إلى جانب ذلك أصدر مجموعاته الشعرية بالعربية والفرنسية، ومنها "النهار والليل" و"الفجر".
وتوزّع "جمعية الجموسي للموسيقى والفنون"؛ الجهة المنظّمة، في هذه الدورة كتاب "مذكرات الفنان محمد الجموسي بين الشفوي والمخطوط (1910-1980)" الذي جمعته الكاتبة سيدة الدَوْ القايد، وتوثّق فيه لجميع ما تركه الملحن من أعمال وأوراق وصور، بالإضافة إلى تسجيل أسفاره وعلاقته برموز الطرب والسينما.
افتتح المهرجان بفرقة "سيف الشام الملكية" السورية التي تأسّست عام 2009 وتقدّم أعمالاً استعراضية راقصة تنتمي إلى التراث، كما يشارك الفنانون التونسيون حسن الدهماني الذي يؤدي عدّة أغاني للجموسي مثل "يا ليت الناس أوخيان" و"ريحة البلاد"، وآمنة فاخر وحسن ناجي وأيمن لصيق، والفنان الجزائري عادل درياسة.
كما تنظّم مسابقة بعنوان "أيام العازف" يشارك فيها عدد من العازفين في المدينة، ومعرضان يضمّان وثائق وفوتوغرافيا ومؤلّفات الجموسي، كما تعقد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في "جامعة صفاقس" ندوة بعنوان "أثر التطور التكنولوجي على واقع الموسيقى"، ومجموعة من الورشات المصاحبة.