توسم المتابعون خيراً، بعد التحضيرات الطويلة لمسلسل "الحب الحقيقي" اللبناني الذي بدأ عرضه الشهر الحالي على شاشة LBC اللبنانية. القصة المقتبسة عن رواية مكسيكية عمرها أكثر من 20 عاماً، تروي حكاية عائلة ضابط متقاعد في الجيش، يعاني من تسلط زوجته، واستعدادها للتضحية بكل شيء مقابل أن تبقي على الثروة والرفاهية التي تعيشها، أمام سطوة تامة تفرضها على ولديها. الفتاة الجامعية التي تقع في حب شاب متواضع لا يملك المال الوفير، وشقيقها المتهور والغارق في الملذات والميسر، وسعي الأم لزواج ابنتها برجل غني ينقذ العائلة من إفلاس محتوم.
القصة التقليدية المقتبسة، ليست جديدة. لكنها تأتي كمحاولة من قبل شركة الإنتاج لتقديمها بثوب مختلف يشد من انتباه المشاهد للمتابعة ظناً بالشكل، واستغلال القصور وأماكن التصوير الجيدة، عبوراً إلى المضمون ومحاولة ثانية في تجديد القصة والسيناريو والأحداث التي يدور حولها المسلسل. لعلّ الإنتاج استند إلى المقدرة الإنتاجية هذه المرة، ورفع سقف المنافسة مع الإنتاجات اللبنانية الأخرى. وقُرِّر لإنتاج المسلسل حوالى 200 حلقة، صورت منها حتى اليوم 100 حلقة، على أن تقوم الشركة باختبار جماهيري أثناء العرض إن كانت ستُتابع في هذا الإنتاج أم تنهيه.
أسئلة كثيرة طُرحت في الأسبوعين الأولين من بداية عرض "الحب الحقيقي" تتلخص في ضعف السيناريو بداية، وقلة الخبرة بل فرض حوار أقرب إلى السخف، دون معرفة الأسباب وراء ذلك، وبالتالي عدم الاستعانة بخبرات جيدة لمثل هذه الأعمال، مما أفقد ردة الفعل بداية عنصر المفاجأة الإيجابي، الضروري في مثل هذا النوع من الأعمال الدرامية.
على الطريقة اللبنانية التقليدية، لم يقدم "الحب الحقيقي" التشويق الضروري لشدّ المُشاهد في الحلقات الأولى. سيناريو متكلّف جداً، لا يسعى إلى جذب المتابع، ومشاهد متقطعة أحادية، لا تحيط بتفاصيل القصة الكاملة، ولا بماضي أو واقع الشخصيات الحالي. مجرد نقل حالات ومواقف كأنها غير مترابطة في المضمون، وعلى المشاهد أن يربط ويفهم، وتبعاً لذلك، يأتي الإخراج هو الآخر مجرد تنفيذ لمشاهد مرسومة، دون اتجاه المخرج، جوليان معلوف، إلى تحريك بعض الممثلين كما تفترض القصة والأحداث، على الرغم من الجهد الواضح الذي بذلته الممثلة، نهلة داوود، في نقل صورة الأم المتسلطة والباحثة عن "برستيج" العائلة، أو التي تخاف على ضياع المكانة الاجتماعية بشتى الوسائل. وكذلك الممثلة، باميلا الكيك، الابنة التي تحاول الثورة على والدتها، فترسب في أول امتحان، وتُحرم من الارتباط بحبيبها المتواضع لتقترن برجل غني سيؤمن على العائلة من الفقر الذي يهدد كيانها.
المسلسل يفتقر إلى رؤية محيطة بتفاصيل ضرورية للقصة وثقل الأحداث، التي أتت مباغتة في الحلقات الأولى وبشكل نمطي، يقلل من أهمية بحثنا عن دوافع هذه الشخصيات، ويحملنا إلى قصص ومسلسلات طغت في السبعينيات والثمانينيات، يوم كانت صناعة الأعمال الدرامية لا تستند إلى الورش والتقنيات التي دخلت هذا العالم الواسع اليوم.
أسئلة مُلحّة تفرض نفسها على مسلسل "الحب الحقيقي" ولا إجابة في الأفق إلا أنه مسلسل للترفيه دون أي هدف.
اقــرأ أيضاً
القصة التقليدية المقتبسة، ليست جديدة. لكنها تأتي كمحاولة من قبل شركة الإنتاج لتقديمها بثوب مختلف يشد من انتباه المشاهد للمتابعة ظناً بالشكل، واستغلال القصور وأماكن التصوير الجيدة، عبوراً إلى المضمون ومحاولة ثانية في تجديد القصة والسيناريو والأحداث التي يدور حولها المسلسل. لعلّ الإنتاج استند إلى المقدرة الإنتاجية هذه المرة، ورفع سقف المنافسة مع الإنتاجات اللبنانية الأخرى. وقُرِّر لإنتاج المسلسل حوالى 200 حلقة، صورت منها حتى اليوم 100 حلقة، على أن تقوم الشركة باختبار جماهيري أثناء العرض إن كانت ستُتابع في هذا الإنتاج أم تنهيه.
أسئلة كثيرة طُرحت في الأسبوعين الأولين من بداية عرض "الحب الحقيقي" تتلخص في ضعف السيناريو بداية، وقلة الخبرة بل فرض حوار أقرب إلى السخف، دون معرفة الأسباب وراء ذلك، وبالتالي عدم الاستعانة بخبرات جيدة لمثل هذه الأعمال، مما أفقد ردة الفعل بداية عنصر المفاجأة الإيجابي، الضروري في مثل هذا النوع من الأعمال الدرامية.
على الطريقة اللبنانية التقليدية، لم يقدم "الحب الحقيقي" التشويق الضروري لشدّ المُشاهد في الحلقات الأولى. سيناريو متكلّف جداً، لا يسعى إلى جذب المتابع، ومشاهد متقطعة أحادية، لا تحيط بتفاصيل القصة الكاملة، ولا بماضي أو واقع الشخصيات الحالي. مجرد نقل حالات ومواقف كأنها غير مترابطة في المضمون، وعلى المشاهد أن يربط ويفهم، وتبعاً لذلك، يأتي الإخراج هو الآخر مجرد تنفيذ لمشاهد مرسومة، دون اتجاه المخرج، جوليان معلوف، إلى تحريك بعض الممثلين كما تفترض القصة والأحداث، على الرغم من الجهد الواضح الذي بذلته الممثلة، نهلة داوود، في نقل صورة الأم المتسلطة والباحثة عن "برستيج" العائلة، أو التي تخاف على ضياع المكانة الاجتماعية بشتى الوسائل. وكذلك الممثلة، باميلا الكيك، الابنة التي تحاول الثورة على والدتها، فترسب في أول امتحان، وتُحرم من الارتباط بحبيبها المتواضع لتقترن برجل غني سيؤمن على العائلة من الفقر الذي يهدد كيانها.
المسلسل يفتقر إلى رؤية محيطة بتفاصيل ضرورية للقصة وثقل الأحداث، التي أتت مباغتة في الحلقات الأولى وبشكل نمطي، يقلل من أهمية بحثنا عن دوافع هذه الشخصيات، ويحملنا إلى قصص ومسلسلات طغت في السبعينيات والثمانينيات، يوم كانت صناعة الأعمال الدرامية لا تستند إلى الورش والتقنيات التي دخلت هذا العالم الواسع اليوم.
أسئلة مُلحّة تفرض نفسها على مسلسل "الحب الحقيقي" ولا إجابة في الأفق إلا أنه مسلسل للترفيه دون أي هدف.