تسعى مليشيات "الحشد الشعبي" إلى تغطية العجز المالي الذي تعاني منه، عبر حثّ الشارع العراقي على جمع التبرعات المالية، مستعينة برجال الدين لإصدار فتاوى بهذا الخصوص، في وقت انتقدت فيه بعض الجهات "زجّ الدين في أمور السياسة وتحقيق المنافع الخاصّة".
وطالب المرجع الديني محمد تقي المدرسي، من خلال فتوى دينيّة أصدرها، الشعب العراقي بـ"دعم مقاتلي الحشد الشعبي بالمال، وعدم الاتكال على أموال وزارة الدفاع وواردات النفط في مواجهة تنظيم داعش".
وقال في بيان إنّ "من تعذر عليه القتال والحضور في ساحات الجهاد ضد العدو التكفيري (داعش)، يتحتّم عليه أن ينفق ممّا يملك من الأموال في سبيل الله، وتقديمه للمجاهدين المرابطين في ساحات الوغى"، مشدّداً على ضرورة أن "لا يترك الشعب العراقي أبناءه يواجهون العدو التكفيري بمفردهم دون مال أو سلاح".
في المقابل، انتقد نائب في لجنة الأوقاف والشؤون الدينيّة البرلمانية، خلال حديث مع "العربي الجديد" "زجّ الدين في أمور السياسة وتحقيق المنافع الخاصّة".
وأسف النائب، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لوجود "جهات دينيّة زجّت الدين في أمور ما أنزل الله بها من سلطان، الأمر الذي منح الفرصة لانتقاد الدين بسبب تلك الطروحات والفتاوى".
واعتبر أن "الحشد الشعبي هو عبارة عن مليشيات غير منضبطة، وهو متهم من قبل أغلب العراقيين بارتكاب جرائم بحق الأبرياء، فضلاً عن أعمال الخطف والقتل والتهجير والسلب وغيرها من الأعمال الخارجة عن الدين والأخلاق"، مبدياً استغرابه من "إصدار فتاوى دينية لدعم الحشد على الرغم من كل ذلك".
وشدد على أنّ "دعم الحشد اليوم هو دعم للعصابات ومشاركة لها في كل ما تقترفه من جرائم".
بدوره، عدّ الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة إبراهيم الفهداوي، في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "مليشيات الحشد تحاول تعويض الأزمة المالية التي تتعرض لها بعد فشلها بتحقيق انتصار على داعش".
وأضاف أنّ "الأزمة المالية التي تمرّ بها مليشيات الحشد دفعتها الى الاستنجاد برجال الدين لمساعدتهم، وجمع التبرعات الماليّة لهم".
وأشار إلى أنّ "المرجعيات الدينيّة على الرغم من عدم قناعتها، بخطوة جمع التبرعات، لكنّها مجبرة على ذلك، لأنّ الحشد شكّل بناءً على فتوى دينيّة، أصدرها المرجع السيستاني، لذا فإنّ المراجع لا تستطيع إلّا أن تتعامل مع الحشد على أنّه تشكيل مقدّس".
اقرأ أيضاً: شرطة صلاح الدين تتسلّم الأمن بعد انسحاب "الحشد الشعبي"