تسعى مليشيا "الحشد الشعبي"، التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الاستعانة بضباط سابقين، كانوا يتولون مناصب رفيعة في حزب البعث المنحل، لاستعادة محافظة الأنبار، غربي العراق، من سيطرة التنظيم.
وكشف مصدر مطلع في "التحالف الوطني"، لـ"العربي الجديد"، عن إجراء اتصالات بين قادة في الحشد وضباط سابقين، من محافظات وسط وجنوب العراق، لإقناعهم بالانضمام إلى صفوف المليشيا التي تستعد لمعركة كبيرة في الأنبار.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "بعض الضباط وافقوا على قتال التنظيمات الإرهابية، شريطة توليهم إدارة العمليات العسكرية والاستخبارية، دون تدخل من ضباط الحرس الثوري الإيراني، الذين يشرفون على العمل العسكري في العراق".
وأضاف المصدر، أن المفاوضات مستمرة لإقناع بقية الضباط بالعمل ضمن صفوف "الحشد الشعبي"، مقابل وعود بتوليهم مناصب رفيعة بعد تحقيق النصر على "الإرهاب"، وإعادة النظر في قانون اجتثاث "البعث"، الذي أقصى آلاف الضباط عن العمل في المؤسسة العسكرية، بعد سقوط النظام العراقي السابق.
وأكد المصدر، أن قيادات الحشد استعانت بشيوخ عشائر المناطق الجنوبية، لإقناع الضباط بالعمل مجددا تحت إمرة "الحشد الشعبي"، وأضاف: "تمكنت قيادات الحشد من إقناع بعض الضباط السابقين في عشيرة البوفهد، التي تقاتل تنظيم داعش شرقي الرمادي، بالانضمام إلى صفوفهم"، متوقعاً أن يؤدي دخول هؤلاء الضباط إلى تغيير سير المعارك على الأرض لصالح الجيش العراقي والمليشيات.
وفي سياق متصل، أكد الأكاديمي العراقي في جامعة النهرين، علي حسن الشمري، أن طلب مليشيا "الحشد الشعبي" المعونة من ضباط الجيش العراقي السابق، يشير إلى ارتباك واضح في استراتيجيتها وتخبط في قراراتها.
وقال الشمري، إن "مرور أسابيع عدة من دون تحقيق أي تقدم في محافظة الأنبار، أحرج قيادات الحشد، ودفعها إلى البحث عن نصر سريع، حتى ولو عبر التحالف مع أعداء الماضي".
وأوضح الشمري، أن مليشيا بدر، التي تقاتل ضمن قوات "الحشد الشعبي"، تأسست في ثمانينيات القرن الماضي في إيران لقتال الجيش العراقي، مبيناً أن تحالفها الجديد مع قيادات البعث رغم الخلاف الفكري والعقائدي، يبعث برسالة واضحة مفادها أن معركة الأنبار كشفت القدرة الحقيقية للحشد، وعجزه عن خوض معارك الكر والفر والاستنزاف، بخلاف "داعش"، الذي أتقن مثل هذه العمليات في العراق وسورية.
اقرأ أيضاً: صدام "البشمركة" و"الحشد الشعبي" ينتقل إلى ديالى