"الدبابة الطائرة" سلاح روسي ضدّ المعارضة السورية

24 أكتوبر 2015
آثار الغارات الروسية على مواقع المعارضة بحلب (بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -
صُدم مقاتلو قوات المعارضة السورية منذ بدء الحملة العسكرية الروسية عليهم في شمال ووسط سورية مع نهاية الشهر الماضي، بطيران مروحيات ضخمة، تستهدفهم من مسافات قريبة وتسبب إرباكاً كبيراً لهم بسبب طيرانها على ارتفاع يتراوح ما بين 25 و100 متر فقط.

اقرأ أيضاً: النظام السوري والروس يُشعلان معركة استنزاف المعارضة

وعندما قام مسلّحو المعارضة السورية باستهداف هذه المروحيات بالرشاشات المتوسطة والثقيلة من عيارات 12.7 ميليمتراً و14.5 ميليمتراً و23 ميليمتراً وحتى بمدافع عيار 37 ميليمتراً، كانت صدمتهم أكبر حين تأكدوا أنهم أصابوها غير مرة بريف حماة الشمالي، وفي محيط مدينة التلبيسة بريف حمص، من دون أن تؤثر المقذوفات على الطائرة التي اكتشفوا فيما بعد أن درعها محصن ضد هذه الأنواع من الرشاشات كحال دروع الدبابات الثقيلة تماماً.

"التمساح الطائر" أو "الدبابة الطائرة" هو اللقب الذي يطلق على مروحية "ميل مي 24" روسية الصنع وهي مروحية هجومية، ومروحية نقل عسكري من إنتاج مصنع "ميل موسكو". دخلت الخدمة في جيش الاتحاد السوفييتي عام 1972 ليصبح عددها في الجيش الروسي قرابة 300 طائرة عام 2007، حين أعلنت قيادة الجيش الروسي أنها ستقوم باستبدالها بطرازات أحدث من المروحيات هي مروحيات ميل 28 ومروحيات كا 50.

النقيب المنشق عن قوات النظام السوري محمد العمر، والذي يقود مجموعة من قوات المعارضة التابعة للجيش السوري الحر في ريف مدينة حماة الشمالي حالياً أكد لـ"العربي الجديد" مشاركة "الدبابة الطائرة" بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري لأول مرّة في ريف حماه الشمالي في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، إذ هاجمت هذه المروحيات قوات المعارضة التي تدافع عن بلدة كفرنبودة، على شكل مجموعات من مروحيتين أو أربع مروحيات تقوم بالطيران معاً لتحمي بعضها في تشكيلات هجومية تستهدف الأفراد والآليات وتطلق بشكل مستمر عدداً كبيراً من البوالين الحرارية تحسباً لاستهدافها بصواريخ حرارية مضادة للمروحيات.

وأشار العمر إلى أن أحد المتخصصين من رماة مضادات الدروع في تجمع صقور الغاب التابع لقوات المعارضة تمكن من إسقاط إحدى "الدبابات الطائرة" في أجواء قرية المغير قرب مدينة كفرنبودة بريف حماة الشمالي في التاسع من الشهر الجاري، بعدما استهدفها بصاروخ مضاد للدبابات من نوع (كونكورس)، إذ كان الرامي يرصد تقدم دبابة لقوات النظام لاستهدافها بالصاروخ قبل أن تظهر مروحيتا ميل 24 على ارتفاع لا يزيد على ثلاثين متراً بشكل مفاجئ أمامه ليقوم حينها بتوجيه الصاروخ نحو إحداهما ويصيبها في ذيلها ويسقطها على الفور.

وهذا الجسم الطائر الذي يلقب بـ"الدبابة الطائرة" أو "التمساح الطائر" لا يمكن اعتباره

مروحية بالمعنى الدقيق للكلمة، بحسب النقيب العمر، إذ تملك هذه الطائرة العسكرية ما يشبه الأجنحة، ولا تستطيع أن تبقى معلقة في الهواء فوق نقطة معينة إطلاقاً كما هو حال المروحيات. كما أنّ إقلاعها من مدرج المطار يتطلب مسيرها على المدرج كحال الطائرات النفاثة، ولا يمكن أن تقلع من نقطة ثابته كما تفعل المروحيات، ومرد ذلك إلى حمولتها الثقيلة وتصفيحها الثقيل.

ويوضح النقيب العمر أن "هذا النوع من الطائرات صنع خصيصاً لتقديم دعم مباشر للقوات البرية ضد القوات المعادية، بحيث تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، ولا تكون مكشوفة للقوات المعادية وتستهدف مدرعاتها وآلياتها بشكل مباغت، وعلى هذا الأساس تم تصنيف هذا النوع من الطائرات على أنها طائرات مضادة للمدرعات والأفراد".

وتقوم هذه الطائرات أيضاً، بحسب العمر، بمهمات الإنزال الجوي وتتميز بأدائها العالي ومناورتها السريعة وبإمكانية استخدامها الرشاشات المثبتة عليها بشكل فعال ضد القوات المعادية بحكم مشاهدتها هذه القوات بشكل أفقي على عكس حال المروحيات التي تطير على ارتفاعات كبيرة نسبياً.

ويشير العمر إلى أن هذا النوع من الطائرات موجود سابقاً في جيش النظام السوري بعدد يقدر بثلاث وثلاثين قطعة، إلا أنها لم تستخدم من قبل قوات النظام وفق الاستخدامات التي ظهرت أخيراً مع التدخل الروسي بسبب افتقار النظام السوري للكوادر البشرية المدربة التي تملك خبرة كافية لتطير في أسراب صغيرة بهذه المروحيات على ارتفاعات منخفضة جداً، قبل أن تستهدف قوات المعارضة السورية على مسافات قصيرة جداً.

ويؤكد العمر أن قوات المعارضة قادرة على تحييد هذا النوع من المروحيات من المعركة وإسقاط عدد كبير منها في حال حازت على ذخيرة إضافية لمدافع 57 المضادة للطيران، والتي تملكها قوات المعارضة، أو في حال حازت على صواريخ حرارية محمولة على الكتف مضادة للطيران بأعداد كافية مع تدريب كافٍ للرماة، كالتدريب الذي حصل عليه رماة صواريخ التاو أميركية الصنع التي تمكنت قوات المعارضة باستخدامها من تدمير عشرات الدبابات والمدرعات لقوات النظام السوري خلال الأسبوعين الأخيرين.

اقرأ أيضاً: قيادي عسكري: طائرات روسية مُسيَّرة عن بُعد في سورية 

المساهمون