لا يخلو بلد عربي اليوم من مهرجان أو تظاهرة مخصّصة للغناء الصوفي والإنشاد الديني والمدائح النبوية. ورغم أن الغناء والموسيقى في هذه التظاهرات يقع تحت نفس المسمّى، إلّا أننا نجد تعددية كبيرة في أنواع الموسيقى المقدَّمة وأشكالها ومقاماتها.
في هذا الإطار، انطلقت الدورة الأولى من "المهرجان الدولي للإنشاد الصوفي" في مدينة المهدية التونسية مساء الجمعة الماضي وتتواصل حتى مساء بعد غدٍ الثلاثاء، في ساحة الفنون بالسواسي، حيث افتتحت فرقة "المجموعة الاستعراضية" من مصر برنامج التظاهرة.
كما قدَّم في الليلة ذاتها عرض "حضرة تونس الأعماق"، وهو أداء صوفي فرجوي موسيقي، بقيادة الفنان عبد الله الذوادي، والذي يمثل لوحات من التراث الإنشادي في تونس، مجسداً تنوعه في مختلف جهات البلاد، ويعتمد فيه المنشدون أناشيد نادرة تختلف عما هو متداول.
تمثل أناشيد العرض عدة طرق صوفية مثل العيساوية والقادرية والعلوية والعوامرية، ويضمّ العرض أذكاراً وأغاني ورقصات كوريغرافية وإيقاعات، ويعتمد على الكمنجات والناي والزكرة مع إضافة السينوغرافيا المتحرّكة والملابس المصمّمة للعرض.
وغداً، تُقيم "فرقة البهاء للإنشاد والطرب" القادمة من مدينة بوسعادة في ولاية المسيلة الجزائرية حفلاً يضمّ مزيجاً من الطبوع المتنوّعة من بينها الموشحات العربية والابتهالات والأناشيد الوطنية والاجتماعية وعدد من الطبوع الجزائرية.
كما تقام أمسية خاصة بالتراث الصوفي الشامي، ممثلاً بفرقة "القدود الحلبية" السورية، والتي تقدم الغزليات والإنشاد والمدائح، وتشارك أيضاً فرق الإنشاد الصوفي من السواسي.
الختام سيكون مع عرض "السفينة" لفرقة المهدية، والذي تقدّمه قرابة عشرين عازفاً وفنّاناً، ويجمع بين الأناشيد والقصائد المدحية والأغاني الصوفية، وهو من إخراج المسرحي حسام الغريبي.