وأطلقت مجموعة من الفرق الشبابية الفلسطينية برعاية وزارة الشباب والرياضة نشاط جدارية "الشباب يقرر"، والتي شاركت مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات في رسمها منذ ساعات الصباح مقابل مقر المجلس التشريعي في وسط مدينة غزة.
وتصور الجدارية مسيرة لعدد كبير من الشباب الذين يرفعون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بحقوقهم وتنادي بإنصافهم، واختار المشاركون اللون الأسود تعبيراً عن واقع الشباب ومعاناتهم في القطاع المحاصر، في حين بقي العلم الفلسطيني بألوانه، في محاولة لإقناع الجميع أنّ الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام هما المخرج لكل الأزمات، بما فيها قضية الشباب.
وقالت أفنان عباس، لـ"العربي الجديد"، إن مشاركتها التطوعية في رسم الجدارية جاءت للتأكيد على حق الشباب والفتيات بالمشاركة في القرار السياسي والمدني، وفي كل مناحي الحياة.
وقال الرسام الشاب دياب موسى، لـ"العربي الجديد": "جئنا لنسأل كل فلسطيني عن حقوقنا، وعن واجباتهم الشرعية والإنسانية تجاهنا كأحد أعمدة هذه البلاد".
ويعكس فن الجداريات حالة احتجاج يهتم بها الفنانون والمشاركون للتعبير عن الواقع الذي يعيشونه، ويحظى بخصوصية كبيرة في فلسطين، حيث اتخذ الفلسطينيون، منذ الانتفاضة الأولى، هذا الفن وسيلةً للتعبير عن الاحتجاج والرفض لكل إجراءات الاحتلال.
وأكّدت مسؤولة إعلام المبادرة، أريج السوافيري، أنّ الجدارية تهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في الأنشطة المجتمعية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، واندماجهم في مبادرات التغيير السياسي والاجتماعي والمدني، وأوضحت لـ"العربي الجديد" أنّ "الجدارية أحد أنشطة مبادرة أوسع بعنوان (الشباب يقرر)، وستشهد أنشطة متعددة في مجالات مختلفة".
وقال منسق الجدارية، محمد الشوبكي، إنّ ستة رسامين أساسيين من الفتيات والشباب يشاركون في إنجازها، وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "الجدارية تعبر عن واقع الشباب في ظل الحصار والانقسام، وتزايد البطالة، وهناك حالة مطلبية لتوفير فرص عمل للشباب".
وانطلقت مبادرة "الشباب يقرر" مطلع الشهر الجاري في كل من غزة ورام الله، والعاصمة الأردنية عمّان، وتعمل من خلال مجموعات شبابية على انخراط الشباب في العمل المجتمعي والهيئات المحلية.
وأوضح الشوبكي أنّ المبادرة ستنظم مجموعة من اللقاءات والنقاشات مع أصحاب القرار من السياسيين والأحزاب، وأنّ الشباب سيتمكنون خلال هذه اللقاءات من تقديم رؤاهم التي يمكن أن تساهم في تطوير العمل للأفضل.