وتشهد محلات وأجنحة الشركات الخاصة ببيع الصقور المشاركة في المعرض إقبالاً من هواة القنص والصيد ورحلات السفاري والبر، يشترون الأنواع المتميزة من الصقور كالحر والشاهين، إذ لكل طير مواصفاته المعينة التي يرغب بها الصقار.
ويؤكد مسؤول إحدى الشركات المشاركة، سعود سالم العذبة، أنّ طير جير الشاهين هو الأكثر إقبالاً من قبل هواة الصيد والقنص، لما يتّصف به من سرعة وقوة، وتراوح أسعاره بين 30 و40 ألف ريال، بالإضافة إلى طير بيور الجير بلونه الأبيض، لافتاً إلى أنه يشارك بنحو 60 طيراً تمت تربيتها في مزارع خاصة بألمانيا.
من جهته، يقول صاحب جناح لبيع الصقور، علي الكواري، إنّ طائر جير بأنواعه الشاهين وجير البريرا وبيور، هي أفضل الأنواع المرغوبة في السوق التي تحظى بإقبال كبير من قبل عشاق الصيد، لما تتميز به من بنية قوية ومقدرة على الصيد والتحمل، بالإضافة إلى أنها من السلالات النادرة التي تراوح أسعارها بين 30 و80 ألف ريال.
وحظيت الفعالية الأولى من "مزاد سهيل"، التي نظمت مساء الأربعاء، بمتابعة خاصة من هواة الصيد وزوار المعرض. وجرى مزاد على صقر فئة فرخ الحر وحش من طرح إيران بدءاً من سعر 100 ألف ريال، وعلى من يرغب بالمزايدة أن يتقدم بوضع سعر أعلى مما حددته اللجنة المسؤولة عن المزاد. وقد رسى المزاد على الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، بمبلغ 110 آلاف ريال (حوالى 30 ألف دولار).
ويجري المزاد بشكل يومي، وتقوم اللجنة المنظمة بتحديد سعر الحد الأدنى لافتتاح المزاد على الطير، ويحق لكل شخص المشاركة فيه بعد أن يدفع رسوم اشتراك الدخول، ليضع سعره في الصندوق المخصص لذلك، ومن ثم تفتح اللجنة الصندوق، وتعرض الأسعار التي وضعت للطير المعروض. ويستبعد السعر إذا كان أقل من الحد الأدنى لسعر المزاد.
ويشار إلى أن معرض "سهيل 2018" يستمر لغاية 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ويحفل بالعديد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، أبرزها المزاد اليومي، بالإضافة إلى وجود مجموعة متنوعة من المقاهي والمطاعم المتخصصة لتحضير المأكولات والأطعمة من لحم الطرائد، مثل الطيور والغزلان والأرانب، تتولى إعدادها نخبة من الطهاة المهرة. إلى جانب ذلك، تشارك مجموعة من الفنانات والفنانين التشكيليين برسم لوحات فنية أمام الجمهور، تبرز جمال التراث والبيئة القطرية، إضافةً إلى فعالية الرماية.
كما تجدر الإشارة إلى أن منظمة "اليونسكو" أدرجت تربية الصقور ضمن قائمة 2010 للتراث اللامادي للإنسانية، والبلدان المعنية بهذه التربية كما وردت في القائمة، هي: قطر والسعودية والإمارات وسورية والمغرب وبلجيكا والتشيك وإسبانيا وفرنسا وكوريا ومنغوليا. كما جاء في موقع "اليونسكو" أيضا أن تربية الصقور تشكل "قاعدة لتراث ثقافي أوسع، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والأغاني، والموسيقى، والشعر والرقصات".
وفي ما يخص تسمية المعرض بـ"سهيل"، وارتباطه بالجغرافيا والمناخ، فيعتبر 24 أغسطس/ آب من كل عام هو غرة سهيل، وابتداءً من طلوعه تنطلق عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجات الحرارة بالانخفاض، وتصاحب ذلك تغيرات طبيعية وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة، وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة "اللفو"، كما تعرف عملية هجرة الطيور في طريق عودتها إلى موطنها الأصلي بـ"العبور".
وتشارك في النسخة الثانية لـ"سهيل" نحو 150 شركة من 20 دولة: قطر، والكويت وإسبانيا وباكستان وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وأذربيجان وإيران وسلطنة عمان وتركيا وكازاخستان وهولندا وأوزبكستان والمغرب والصين وإيطاليا والسويد والبرتغال وقيرغيزستان.
(معتصم الناصر)
(معتصم الناصر)
(معتصم الناصر)
(معتصم الناصر)