"العربية واللغات المشرقية": تذويب القطيعة

29 ديسمبر 2015
(مخطوط عن الطب من العصر العثماني)
+ الخط -

يبدو الناطقون باللغة العربية وقد صوّبوا أنظارهم تجاه الشمال في تفاعلهم مع اللغات الأجنبية، وهو ما يظهر جلياً حين نعرف أن معظم العرب تمثّل إحدى اللغتين، الإنجليزية أو الفرنسية، لغتهم الثانية، إضافة إلى كون هذه اللغات، ولغات أوروبية أخرى قريبة منها، تمثّل روافدها الرئيسية في عملية الترجمة.

رغم أن اللغات الشرقية، كالفارسية والهندية والآرامية، مثّلت لقرون الرافد الأول للغة العربية؛ إلا أن العصور الحديثة عرفت تقلّص الاستفادة العربية منها، رغم الروابط الموضوعية، مثل الجغرافيا والدين.

في جامعة مراكش، تقام اليوم ندوة دراسية بعنوان "اللغة العربية واللغات المشرقية: تفاعل وتكامل"، يحاول المشاركون فيها توضيح ملامح من علاقة العربية بلغات شرقية حية، تتقاطع مع العرب في عدة نقاط من الثقافة إلى السياسة.

في المحاضرة الافتتاحية، يقدّم الباحث سيف الله قرقماز دارسة حول المخطوطات العربية في المكتبات التركية، فيما تتحدث الباحثة سناء السميح عن ترجمة القرآن إلى لغات الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية.

في الجلسة المسائية، يقدم المأمون المريني ورقة بعنوان "أثر الدرس اللغوي العربي في النحو العبري"، وتقدم سعاد الكتيبة محاضرة بعنوان "المشترك اللفظي بين اللغات السامية".

لعل مثل هذه الدراسات تمثّل مقدمات لمزيد من التواصل بين العربية واللغات القريبة منها، وهو تواصل قد يساهم في تحريرها من التبعية اللغوية التي فرضت عليها منذ الهجمة الاستعمارية الأوروبية، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.


اقرأ أيضاً: سجال اللغات في المغرب

المساهمون